هل بات مجلس النواب الأمريكي يمثل شبكة أمان لنظام إيران..؟ (2-2)
الشريط الإخباري :
د.عبد الرحيم جاموس - وتصفية كافة التيارات الوطنية الأخرى، التي كانت الشريك الأساسي في انتفاضة الشعب الايراني على الشاه. وقد فرٍ الرئيس الإيراني الأول بعد الثورة الحسن بني صدر إلى خارج إيران، قبل أن يزج به في غياهب سجون الثورة....!
وبعد أربعين عاما من الصراع المعلن بين إيران والولايات المتحدة، يأتي مجلس النواب الأمريكي ذي الغالبية الديمقراطية والتي ينتمي إليها الرئيس جمي كارتر، الذي أشرف على إنهاء حكم الشاه وشيطنته، إلى أن أطيح به، وحلَّ مكانه الملالي في حكم إيران وتم تمكينهم، للقيام بالمهام التي كان قد تخلا عن القيام بها الشاه في المنطقة...، ليأتي مؤخرا قرار مجلس النواب الامريكي، (القاضي بتقييد صلاحيات رئيس الولايات المتحدة، في إعلان الحرب أو استخدام القوة أو ممارسة أي عمل حربي ضد إيران دون موافقة الكونغريس) ليؤكد ويكشف عن مصلحة الولايات المتحدة، في الحفاظ على نظام الملالي في إيران، وعدم السعي من طرفها للاطاحة به، وإن الشواهد التي تؤكد على تلاقي وتوافق المصالح الامريكية الايرانية تتمثلُ في الكثير من الوقائع، التي شهدتها علاقات الشد والمد بينهما دون الوصول إلى حالة الحرب، بل كان التنسيق التام والصريح بينهما في الاطاحة بنظام طالبان في أفغانستان واحتلالها، ومن بعدها التنسيق الصريح والمعلن والتكامل في اغراض احتلال العراق، والتدمير الممنهج للدولة العراقية، وتدمير نسيج المجتمع فيه، واعدام قادة العراق وعلى رأسهم الرئيس صدام، الذي واجه ايران في حرب ضروس لمدة زادت عن ثمانِ سنوات، ومن ثم اطلاق يد ايران في العراق، والتنسيق معها في صناعة داعش وتمكينها في العراق وسوريا .. ومن ثم الاتفاق النووي الايراني (5+1) والذي وضع ايران على عتبة النادي النووي الدولي ...!
كل ذلك دون أن تستهدف ايران بأي عمل عسكري أو حتى خشن، بإستثناء ما أقدم عليه مؤخرا الرئيس ترامب بإتخاذ قرار اغتيال قاسم سليماني، وما تبعه من مسرحية الشد والرخي، والتفاهمات السرية والمعلنة بشأن الرد على هذا الحدث، و هناك شواهد ووقائع كثيرة لا يتسع المجال هنا لسردها، تدلل على توافق المصالح بينهما أكثر من تعارضها، على عكس الخطاب الإعلامي الديماغوجي للطرفين.
لا شك لدينا ، في أن الرئيس جمي كارتر، يعتبر من أهم صناع الاستراتيجية الامريكية في الربع الأخير من القرن العشرين، والذي اعتمد فيه (قوى الاسلام السياسي)، في تنفيذ سياسات الولايات المتحدة في الشرق الاوسط والعالم العربي والاسلامي، من افغانستان، إلى العديد من بؤر التوتر والصراع الدولي، ومن قوى الاسلام السياسي (نظام الملالي في طهران) يمثل ( النسخة الاسلاموية الشيعية)، وإعلان معاداة أمريكا ومعها الكيان الصهيوني، للتعمية على بصائر العامة، والمخفي منها أعظم، فهل إنكشف المستور في علاقة إيران بأمريكا وبني صهيون ؟؟!
وهل بات مجلس النواب الامريكي، الذي يسيطر على أغلبيته الحزب الديمقراطي يمثل شبكة أمان لنظام الملالي وسياساته في طهران ..؟
أسئلة تحتاج إلى شيء من البحث والتمحيص قبل الإجابة عليها، وتطرح نفسها بقوة على متخذي القرار في الشرق الاوسط وفي العالم ... وتبحث عن إجابات شافية وافية ومقنعة .. وعن تفسيرات دقيقة لعلاقة (ظاهرها التوتر بين إيران الملالي والولايات المتحدة، وواقعها يفند الظاهر.. .. الخ).
المستقبل سيكشف عن الكثير من خفاياها، وساعتها لا ينفع الندم.