نحو تمكين الثقافة الحزبية
الشريط الإخباري :
د.حازم قشوع — لان التثقيف تقليم، لذا كان من ابرز السمات الثقافية المراد تكوينها هو ذلك الوعاء الذي يحوي معادلة التنمية والاصلاح ويؤطرها في الاتجاه الجاذب بدلا عن المكان الطارد، حيث يشكل المحتوى الضمني لمعادلة التكوين الفعلي في وجود شكل المحتوى ومشروعية قبوله حيث رمزية الرسالة وضمنية المعنى ولما يشكله المحتوى الثقافي من مناخات قد تسهم اذا ما احسن توظيفها في مسالة التمكين المجتمعي للاحزاب من باب الاتجاه التقريري حيث بيت التأثير ومن الباب الاقراري حيث يتكون الاثر وهذا ما سيسهم في حماية القرار عند صناعته او حتى عند المشاركة في صياغته لذا كان المحتوى الثقافي للعمل الحزبي احد اهم العناصر الضرورية للبناء، وواحد من المحاور الرئيسية المؤثرة في معادلة التكوين.
ولما تشكله الثقافة من اهمية عند المؤسسة الحزبية المراد رعايتها في بيئة العمل كانت استراتيجية العمل الخاصة بها لابد ان يتم إنشاؤها وفق تلك المناخات المجتمعية القابلة لرعايتها وبواقع خطة تنفيذية تعمل على تكوين البيئة الصحية لنمو جسم العمل الحزبي السليم والذي بدوره سيدعم روافد عمل المؤسسة الحزبية عبر دوائر الاحاطة وليس وفق تقديرات عامودية او افقية نسبية وازنة.
هذا لان طبيعة تكوين البيئة الناشئة يبرز كيفية النمو كما يظهر شكل التحديات التي قد تعيق درجة النشوء النسبي كما تظهر نقاط الاستهداف التي تسترعي الانتباه كما تبرز ايضا مقدار النمو ومحصلة الانجاز، وعليه فان خطة العمل لابد ان تحوي عند تصميم المحاور محتوى البيئة الثقافية على ان يكون ذلك وفق اسس تشاركية يسهم فيها جميع القطاعات الداخلة والمتداخلة وحتى القائمة منها ليتمكن الجميع من تكوين ذلك المحتوى الحاضن للركيزة الاساسية على ان تخدم المعنى المطلوب والغاية المراد تكوينها في الميزان المستحدث.
لذا كانت من ابرز النقاط التي يجب توخيها عند الشروع بانجاز معادلة الاحاطة هو تحديد عناصر الاطراف الداخلة في تكوين انطباعات الراي العام وهي ثلاث دوائر مركزية تمثلها دائرة الاطراف المتداخلة ومن ثم دائرة الاطراف الداخلة وفي المقام الثالث تاتي دائرة الطرف القائم، ولكل من هذه الدوائر عوامل يجب توظيفها عند صياغة او صيانة درجة النشوء، فان عوامل صناعة هذه الدوائر تختلف عن غيرها عند استخدام او حتى عند ترجمة اليات العمل والتي نوجزها بما يلي :
اولا : دائرة الاطراف المتداخلة، والتي تتكون من صدق الارادة، ومصداقية التوظيف، وامكانية التنفيذ، حيث يعول عليها تكوين درجة الحرص والاصرار في تنفيذ مشتملات تمكين العمل الحزبي في المجتمع لما يشكل ذلك من حماية ورافعة مدنية في داخل المجتمع، ويبلور ذلك الإحساس الضمني عند العامة بالجدية عند التنفيذ وبالاصرار عند التمكين على ان ياتي هذا وفق مناخات تقود الراي العام الى التفاعل مع هذه المعادلة من اجل تمكين العمل الحزبي.
ثانيا : دائرة الاطراف الداخلة، والتي تتكون من عناصر متصلة وليس منفصلة في ميزان التجسيد، حيث القوانين الناظمة والاعلام وأدوات التواصل الوجاهي بحيث تعمل على قوننة ادوات العمل عبر القوانين الناظمة لمعادلة التكوين علي ان تعمل علي شرعنت وجود العمل الحزبي بواسطة ادوات التواصل المختلفة وبواقع تسليط الضوء على هذه الاحزاب وعلى دورها ومكانتها في بناء نموذج للمجتمع الحداثي وفي الاطر المعرفية العصرية وفق اليات العمل الحديثة بهدف اخراح الصورة والانطباع العام المراد تشكيله.
ثالثا : الدائرة القائمة والتي تقوم عليها المؤسسة وادبياتها واليات تشكيلها ورسالتها العامة ومدى قرب المجتمع المحلي منها ومن ظروف تشكيلها، وهي تقديرات نسبية تتفاوت بين حزب واخر حسب مقتضيات التاثير الضمني او درجة الحراك المكون من طبيعة حركة وحراك اعضاء الحزب ودرجة تاثيرهم في مسرح الاحداث وفي رسم صورة الحزب ومحتواه السياسي والبرامجي.
ان المحتوى الثقافي الذي تنظر الاحزاب الى بلورته وهو ذلك المحتوى الثقافي الصديق للعمل الحزبي والذي به ومعه تعمل الاحزاب ويشتد عودها لتخرج من رحم المجتمع وضمن أدوات واليات عمل تصالحية مع حركة المجتمع وتنموية في ميزان الاستراتيجية الاصلاحية للدولة.
* الأمين العام لحزب الرسالة