مواجهات عنيفة في الأقصى عقب اقتحام الاحتلال لباحاته "صور"
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، الأحد، المسجد الأقصى المبارك، واعتدت على حشود المصلين، بالضرب وإطلاق قنابل غاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة العشرات.
وأكدت المصادر الفلسطينية إصابة العشرات من المصلين، بالأعيرة المطاطية وقنابل الغاز والصوت، في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، عقب اقتحامها باحات المسجد الأقصى المبارك.
في المقابل، ادعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، إصابة أربعة من عناصرها بجروح طفيفة، في مواجهات مع المصلين الفلسطينيين الذين تجمهروا قرب باب المغاربة في محاولة للتصدي لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.
يشهد المسجد الأقصى، في الوقت الحالي مواجهات داخل باحاته ومرافقه، بعد إدخال قوات الاحتلال الإسرائيلي المستوطنين، واستخدامها قنابل الغاز لتفريق المصلين والمرابطين الذين احتشدوا لصد تلك الاقتحامات.
وبعد صلاة العيد مباشرة، اقتحمت قوات الاحتلال للمرة الأولى باحات المسجد الأقصى المبارك، فيما احتشد المستوطنون بحماية من قوات الاحتلال على أبواب المغاربة والحديد والقطانين، في محاولة لدخول الأقصى، بينما احتشد في المقابل حراس الأقصى والمرابطون قرب باب المغاربة وهم يهتفون للمسجد الأقصى ويكبرون.
ولاحقًا، اقتحم ٤٥٠ مستوطنًا، في تمام الساعة الـ١١ من ظهر اليوم، باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة وقوات الاحتلال، بعد أن تم إخلاؤه من المصلين. وأصدرت شرطة الاحتلال بيانا جاء فيه أنه "عقب تقدير موقف للأجهزة الأمنية، تقرر فتح بوابات الأقصى" أمام المستوطنين، بعد منعهم صباحا من ذلك.
ونفذ المستوطنون اقتحامهم عبر مجموعات، وهرولوا خلال دقائق من باب السلسلة، وسط تجدد المواجهات، فيما أغلقت تلك القوات باب المغاربة، بعد تمديد فتحه أمام هؤلاء المتطرفين لمدة ساعة تقريبا. وانسحبت قوات الاحتلال من المسجد الأقصى، وسط هتافات التكبير من قبل المصلين.
وبعد ساعة، تراجعت شرطة الاحتلال الإسرائيلية عن قرار السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى بعد مواجهات واسعة مع الفلسطينيين، أسفرت عن إصابة 37 شخصًا.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي (كان) أن "الشرطة أعادت ظهر الأحد منع دخول المستوطنين إلى المسجد الأقصى بعد فترة قصيرة من السماح لهم بذلك، إثر تجدد المواجهات" احتجاجا على اقتحام المستوطنين ساحات المسجد بحماية قوات كبيرة من الشرطة.
وزعم قائد "لواء القدس" في شرطة الاحتلال، دورون يديد، أن أكثر من 60 ألف مصل مسلم كانوا في ساحات المسجد الأقصى، لذلك عملت الشرطة على الموازنة من خلال "السماح لقسم من اليهود بدخول الأقصى فيما أجلت دخول الجزء الآخر".
وأعترف أن الشرطة استخدمت القوة لتفريق المصلين، لإجبارهم على إخلاء المكان والسماح للمستوطنين باقتحام باحات، فيما قال وزير الأمن الداخلي، إن الأحداث في الأقصى كانت متوقعة منذ أيام، معتبرًا أن مسؤولي الأوقاف حرضوا المصلين على منع المستوطنين من اقتحام الأقصى.
وعلى الصعيد الميداني، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأنه حتى الساعة ١٢:٣٠ ظهرًا، تعاملت طواقمه في داخل باحات المسجد الأقصى مع ٦١ مصابًا فلسطينيا، سواء بالأعيرة المطاطية أو بشظايا قنابل الصوت، وأخرى اختناقًا بالغاز، بينها إصابة طفل بشظايا قنبلة صوت، تم نقل ١٦ منها للمستشفيات.
وأصيب عشرات الفلسطينيين، وبينهم مفتي القدس، محمد حسين، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عدنان الحسيني، بتجدد اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال أعادت فتح بوابات المصلى القبلي بعد إغلاقه لساعات، وانسحبت من محيط المكان، كما اُعتقل خمسة مصلين لم تعرف هويتهم بعد، خلال عملية الاقتحام المتواصلة لساحات الأقصى.