الملك، حل الدولتين عنوان الاستقرار
الشريط الإخباري :
د.حازم قشوع — بهذه الجملة السياسية العميقة في المضمون والمغزى ارسل جلالة الملك رسالته السياسية للعالم، اثر لقائه بأحد اقطاب حركة السلام العالمي الملك هارالد ملك النرويج، والتي كانت استضافت بلاده معاهدة اوسلو وتفاهماتها السياسية التي حملت عندها مواضيع انية واخرى استراتيجية هدفها ترسيخ معاني السلم الاقليمي في اطار الشرعية الدولية وقراراتها، مرسلا جلالته بذلك رسالة واضحة للمجتمع الدولي مؤكدا فيها ان الحل في المنطقة يبدأ باحترام الجميع لقرارت الشرعية الدولية والاتفاقات البينية قبل الولوج الى منازل اخرى من التشاركية وتطبيع العلاقات والعمل التنموي المشترك.
هذا لان الاستقرار في المنطقة بوابته العمل السياسي وليس الشأن الاقتصادي، فان التنمية المشتركة لا يمكن تحقيقها بدون مناخات سياسية تسمح بولادة المنجز وتقوم على احترام الجميع للعمل المشترك ضمن القواعد الموصلة لبناء حالة شراكات استراتيجية على ان لا تكون انية غاياتها كسب شعبيات انتخابية بغية شراء مرحلة لضمانة البقاء على سدة القرار السياسي لطرف من اطراف الدول المشاركة او المتداخلة، فان المنطقة بحاجة الى قيادات تمتلك نهجا سياسيا وتحمل استراتيجية تفكير عميق وواسع تقوم على احتواء المشهد المراد تشكيله واحتواء الحالة المراد هضمها بما يشكل حالة تشاركية سلمية تقوم على شراكة القبول وشراكة اتخاذ القرار وتفضي الى شراكات من التنمية دون اختزال توجه او احادية قرار.
ان الحرص الذي يبديه جلالة الملك حيال المنطقة وكيفية ترتيب اوراقها وسياساتها وهو ذلك الحرص النابع من القراءة الحصيفة التي تقوم على بناء منجز استراتيجي وعلاقات طبيعية للمنطقة وشعوبها والذي يقوم ايضا على ثابت تقديرات موضوعية تحقق مناخات السلم وتطلق رسالة التنمية للمنطقة وشعوبها، وهي الرؤية التي يعرفها الجميع ويقر بها اغلب السياسيين في العالم كما تؤكدها المواثيق والاعراف القانونية الدولية، لانها نابعة عن دراية وحسن تقدير للموقف العام وتسهم في حفظ التوازنات في المنطقة بما يحفظ لها دورها ومكانتها.
وهذا ما يمكن استنباطه بوضوح من المنطلقات الفكرية والتحليلات السياسية للمفكرين العرب كما غيرهم من المتابعين. وهذا ايضا ما يجب على الحكومة الاسرائيلية القادمة ان تم تشكيلها ان تعيد حسابتها وان تعود الى رشد القول، بعد ما انتهت الانتخابات هناك دون احراز تقدم لافت لنتنياهو والذي بات بحاجة الى اعادة تموضع سياسي قبل ان يكون انتخابيا او حزبيا، فان ترتيبات المرحلة بحاجة الى قيادات مرحلة، يقوم على احداث منطلقات ولا تذعن بحفر منزلقات، وهو المسلك الوحيد الذي كان قد بينه جلالة الملك في عدة مناسبات كان اخرها مع ملك النرويج، فهل يلتقط صناع القرار في تل ابيب الرسالة التي حملها هذا اللقاء ويقومون بالكف عن التصريحات الاستفزازية ويعودون الى المربع الآمن الذي يفضي الى تنمية وسلام، وهو السؤال الذي سيبقى برسم إجابة قادم الأيام.