عش الدبابير الضريبي .....الطراونه واخوانه وأخرين

  

 

زهير العزه

استفزني عنوان لاحد كتاب التدخل السريع المتقلب على كل الجوانب المصلحية منذ ان كان تلميذا وحتى كتابة هذه السطور .

وهذا الاستفزاز يعود لان الكاتب اياه وغيره من كتاب او إعلاميين لم يطرحوا السوأل التالي ،هل من حق احد ما ان يشهر برجال الاعمال او السياسيين او اي شخص اخر بصورة مباشرة او عبر التلميح  ؟ وهل من حق احد ما ان يقوم بتسريب وثيقة رسمية ضد هذا الشخص او ذاك .؟، وخاصة اذا كانت عملية التشهير ستؤثر على سمعة وعمل الانسان وتؤدي الى ارباك حياته العائلية .

إن الاجراءات التي تقوم بها وزارة المالية ومن خلال ضريبة الدخل لا يمكن الا ان يكون الانسان الحريص على المال العام يقف معها ، وخاصة ان ضريبة الدخل هي حق لكل ابناء الشعب على هذا المكلف او ذاك ، لكن الصدمة التي اعتقد حتى بعض المسؤولين فوجئوا بها، هي عمليات التسريب الخاصة بعمل  ضريبة الدخل او هيئات حكومية اخرى معنية بالتحقيقات الضريبية وأدت الى النيل من هذا الانسان أو ذاك، كما حصل مع بعض اصحاب المصانع والشركات او كما حصل مع رئيس مجلس النواب عاطف الطراونه ونجله،ما أدى الى حملات تشهير وضرب من تحت الحزام بحقهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي .

 

ان الغرف السّود التي قامت بهذه التسريبات  قد تكون قد هدفت الى عملية تصفية حسابات مع عاطف الطراونة واخوانه او شركائهم ، ومن هنا على الحكومة منع مثل هذه التصرفات ومحاسبة مرتكبيها  ، فكل اردني هو مع ان تقوم اجهزة الدولة بأعلان الحرب على المهربين والمتهربين ضريبيا لكن بنفس الوقت لا بد من توخي الحيطة والحذر من المس بكرامات الناس خلال عمليات التحقيق وان لا تكون هذه العمليات تقع في خانة التصفية السياسية او الحرب بين اصحاب المصالح المالية او الاستثمارية ،وهذا ما يوفر للاجراءات الحكومية الثقة التي تحتاجها في عملها .

إنّ الادارات الحكومية السابقة وعلى مرِّ كلِّ هذه السنوات وحتى تاريخِه قد فشلت في تحصيل حقوق الخزينة والشعب من الضرائب ، ونرى ان تحرك الحكومة اليوم مهم ، لكن لا بد من ان تعاد الى اسس تحصيل الضرائب على الاساس الدستوري الذي يؤكد ان الضريبة تصاعدية .

ان ما جرى من اساءة الى رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونه واخوته وابناء عمومته وبعض اصحاب الشركات والمصانع يجب ان لا يتكرر ، فالتحقيقات يجب ان تكون سرية والتي تهدف الى الوصول الى حق الدولة ،لكن بنفس الوقت علينا جميعا ان  ندرك ان كرامات الناس لا تقل اهمية عن حق الدولة ،خاصة اذا لم يثبت على هذا الشخص او ذاك اية اخطاء ارتكبت بحق الوطن ..!

 

 zazzah60@yahoo.com