الاستثمار في المواطنة
الشريط الإخباري :
عند الحديث عن الاستثمار يخطر في تفكيرنا مباشرة العمل في التجارة والقائمة على مبدأ الربح او الخسارة، والهدف الاول هو الربح وعدم تقبل الخسارة.
لذا نحن اليوم احوج ما نكون أن نعمل على مبدأ الاستثمار بصورة أشمل تخص الإنسان بالذات، أي الاستثمار في المواطنة المبني على اسس راسخة ثابته. فاليوم نريد ان نربح على الصعيد المادي والمعنوي معاً، وتجنب أكثر ما يمكن من خسارات.
يبدأ هذا النوع من الاستثمار عندما نمتلك الشعور الصادق الامين الشفاف المبني على الانتماء والولاء وذلك ابتداءً من المنزل، من الاسرة ومن ثم من العائلة والعشيرة والمجتمع المحلي الذي اعيش فيه والذي تتضمنه المدرسة والجامعة ومكان العمل.
فعند وجود الاساس الصلب المتين المبني على التماسك الاسرى الاجتماعي والمنظومة التعليمية المتوازنة والمتوازية بين جميع اطراف المجتمع دون اقصاء لاحد نبدأ الخطوات الأولى في بناء الموطنة الحقة.
إذ إن المنظومة التعليمية لا ترتكز ولا تقتصر فقط على الكتب والمبنى المدرسي / الجامعي الذي يجب ان يكون مجهزاُ ومؤهلاً لاستقبال الطلبة وانما الاهم هو من يقوم بالمهمة التعليمية، المعلم الذي تقع عليه المسؤولية الكبرى في كيفية ارسال الرسالة والفكرة والدرس للطلبة، هو من يزرع في عقولهم ونفوسهم المبادئ والقيم المشتركة التي تزيده فوق العلم علماً واخلاقاً وولاء وانتماء الى وطنه الكبير واسرته وعائلته.
وفي ظل ما نطالبه ونردده دائماً بأن المواطنة حقوق وواجبات وتقاسم الموارد علينا في البداية ان نكون مواطنين نملك في داخلنا الانتماء والولاء وتترجم في اعمالنا وواجباتنا تجاه الوطن. عندها نستطيع المطالبة بحقوقنا ونحن على حق وعلى ثقة بأنفسنا.
وفي النهاية الاستثمار الرابح في المواطنة يوصلنا الى منظومة تشريعية عادلة ومنظومة تعليمية كاملة متكاملة وحرية الرأي والتعبير للوصول للمصلحة العامة.