لأول مرة.. البحرية الإيرانية في المحيط الأطلسي
الشريط الإخباري :
اعتادت الدول الكبرى إرسال أساطيلها الى أعالي البحار وخاصة الولايات المتحدة وروسيا ومؤخرا الصين ونسبيا بريطانيا وفرنسا، لكن جاء وافد جديد إلى المشهد الجيوسياسي البحري. ويتعلق الأمر بوصول سفن حربية إيرانية إلى المحيط الأطلسي.
ويسود الاعتقاد أن هذه السفن تحمل أسلحة منها صواريخ بعيدة المدى إلى فنزويلا وزوارق سريعة، وبالتالي تعمل طهران على نقل تجربتها الحربية إلى هذا البلد في أمريكا اللاتينية.
في هذا الصدد، نشرت وسائل الإعلام الإيرانية والدولية الخميس، خبر وصول مجموعة حربية للسفن الإيرانية مكونة من سفينة "مكران” الحربية الضخمة و مدمرة "سهند”. وجرت العملية بدون التوقف في موانئ دول صديقة، واختارت الطريق البحري الأصعب والأطول الذي يمر عبر شرق القارة الأفريقية نحو جنوبها من المحيط الهادي إلى الأطلسي.
وعمليا، كانت طهران قد أعلنت في الماضي عن استعدادها الإبحار في المحيط الأطلسي وباقي المياه الدولية البعيدة بسفن حربية، وشكك الخبراء في ذلك، بحكم صعوبة الانتقال مسافة طويلة بدون دعم لوجيستي في موانئ دول صديقة، ولكن يبدو أن طهران نجحت في هذا التحدي.
ويسود قلق لدى الإدارة الأمريكية من هذه السفن، وتراقب الأقمار الاصطناعية الأمريكية مسارها بدقة. وأفادت جريدة "بوليتيكو” الخميس عن تحذير واشنطن لكل من كوبا وفنزويلا في حالة استقبال السفن الإيرانية. وتعتقد واشنطن أن تلك السفن تحمل أسلحة مثل الصواريخ بعيدة المدى والقوارب السريعة التي تهاجم السفن وستقوم بتسليمها إلى كوبا أو فنزويلا.
وكتب نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي، ماركو روبيو، في حسابه على تويتر: "كل المؤشرات تدل على حمل السفن عتادا حربيا لفنزويلا من باب إظهار القوة ضد إدارة بايدن”.
ويعود قلق البنتاغون الى احتمال نقل إيران تقنياتها الحربية إلى كوبا، وخاصة فنزويلا، وهي التقنية التي تعتمد على نشر صواريخ دقيقة ذات مدى بين القريب والمتوسط والبعيد، أي ضرب أهداف قريبة وبعيدة، ثم تقنية القوارب الحربية النفاثة التي تشكل خطرا على السفن الحربية.
ويبزر الباحث فارزيني نديمي من معهد واشنطن للدراسات الاستراتيجية وهو خبير في الحرية الحربية الإيرانية في تحليل لهذه النقطة: "إذا ساعدت إيران فنزويلا على تطوير تقنيات مماثلة لتلك التي يستعملها الحرس الثوري الإيراني في منطقة الخليج العربي، فإن هذا سيجر بدون شك انعكاسات مستقبلا”.
ومن شأن نقل هذه الصواريخ ليس تهديد مصالح الولايات المتحدة فقط، بل خلق وضع حربي جديد في منطقة أمريكا اللاتينية لاسيما بالنسبة للبرازيل وكولومبيا، حيث تحكم أنظمة يمينية موالية لواشنطن، وهي ضد فنزويلا، بل كانتا قد أعربتا عن استعدادهما للتدخل العسكري في هذا البلد منذ سنتين.
القدس العربي