بدء قطف الحمضيات ولا برامج حماية من المستورد
الشريط الإخباري :
علا عبد اللطيف
الغور الشمالي – ما ان بدأ قطف ثمار الحمضيات في وادي الأردن، حتى انطلقت مطالبات المزارعين لوزارة الزراعة والجهات المعنية، بأن تعد برامج وخططا تسهم بحمايتهم من الخسائر، تتبلور بوقف استيراد الحمضيات، وتأمين أسواق داخلية وخارجية لتسويقها، وحمايتها من الآفات الزراعية وتقلبات الطقس، وحماية مزارعيها من المطالبات القضائية جراء تراكم ديونهم.
وتأتي هذه المطالب على خلفية ما تعرض له هؤلاء المزارعون من خسائر في السنوات السابقة، ساعين من ورائها للحصول على مبادرة من الوزارة، تمكنهم من تعويض جزء من خسائرهم السابقة، والتي تكبدوها جراء تشبع الاسواق المحلية بالحمضيات المستوردة، وبأسعار منخفضة، بالإضافة لما ألقته تداعيات جائحة كورونا على الأسواق المحلية من ركود، لتجتمع كل هذه الظروف على المزارع، وتكبده خسائر مالية ثقيلة.
وأكد المزارعون في أحاديث لـ”الغد”، أن منع استيراد الحمضيات من الخارج، سيسهم في تسويق أفضل لمنتجاتهم وبأسعار مقبولة، ما سيمكنهم من تسديد جزء من التزاماتهم المالية، ويساعد بإنهاء معاناة بعض من تسببت الديون بزجهم في السجون، أو جعلتهم مطلوبين للتنفيذ القضائي.
مزارع الحمضيات محمد البشتاوي، قال ان مزارعين عديدين يخشون التحرك في مناطقهم والخروج الى مزارعهم، خشية القبض عليهم من الجهات التنفيذية القضائية، جراء صدور أحكام بحقهم بسبب تراكم الديون عليهم.
وأكد البشتاوي أن عدد المزارعين المطلوبين بقضايا شيكات للشركات الزراعية ومؤسسة الإقراض الزراعي يتجاوز الـ15 ألفا، داعيا وزارة الزراعة لمساندتهم بتجاوز هذه المحنة، التي ستلقي بظلالها القاتمة على المزارعين والزراعة.
وأشار الى أن على الوزارة، معالجة هذه القضية المصيرية، بوضع خطة لتسويق منتجات مزارعي الحمضيات، وتمكينهم من تجاوز ولو جزء من خسائرهم.
كما طالب الوزارة بإعداد خطط، تسهم بتفادي تقلب الطقس والظروف الجوية التي قد تضر بمنتجات المزارعين، ووضع حد للحرائق الإسرائيلية الممتدة للمزارع الأردنية، والأمراض التي تفتك بالأشجار والثمار.
واعتبر رئيس جمعية مزارعي وادي الريان مثقال الزيناتي، أن التراجع الحالي للإنتاج الزراعي في الوادي، مؤشر خطر ينذر بسوء أوضاع القطاع الزراعي، معتبرا أن عدم قدرة المزارع على خدمة محاصيله وتدني أسعار بيعها، سبب رئيس لذلك.
وطالب الزيناتي، الوزارة ببرامج تسويق تمكن المزارعين من تحقيق اسعار تناسب محاصيلهم، وما يترتب على العملية الانتاجية لها من أكلاف، فخطورة أوضاعهم ستنعكس بقوة على موسم الحمضيات اذا لم تتمكن الوزارة من مساندتهم.
وبين أن إبقاء الوضع على ما هو، باستمرار الخسائر، سيوجه المزارعين الى هجر الزراعة، والتخلي عن مشاريعهم الزراعية وممتلكاتهم، إذ إن بعضهم اضطر لبيع منزله لسداد ديونه، ويعتزم ترك الزراعة، وبعضهم فر الى دول مجاورة، بالإضافة لمن هم خلف القبضان أو ملاحقون.
ولفت الزيناتي الى أن هذه الأوضاع، ستضيف الى أعداد الفقراء الموجودين في البلاد أعدادا جديدة، وتدفعهم لطرق أبواب صندوق المعونة الوطنية، وهذا بدوره سيزيد من التداعيات الاجتماعية السلبية، ويضيف أعباء جديدة للحكومة.
ودعا لتحرك الحكومة بسرعة لإنقاذ موسم الحمضيات، بإعادة جدولة ديون الإقراض الزراعي وتخفيض الفوائد، وإصدار عفو خاص عن المزارعين الملاحقين، بخاصة فيما يتعلق بالشق الجزائي الذي حرم جزءا منهم من الخروج للشوارع والاعمال، خشية القبض عليهم وإيداعهم في السجن، متأملا أن يسمع صوته، لأن بقاء الأوضاع على حالها، سيلحق نتائج كارثية بالمجتمع.
وقال المزارع محمد الرياحنة من منطقة المشارع، ان الوزارة، معنية باتخاذ اجراءات طارئة لحماية منتجاتنا، بخاصة الحمضيات، حتى لا نهدر هذا الموسم، ونتكبد خسائر تزيد من أعبائنا.
وأكد ان موسم الحمضيات سنويا، يتعرض لانتكاسات كبيرة، بدءا من الكوارث الطبيعية ومرورا بالسياسات المتبعة، كعدم وقف تصدير الحمضيات من الخارج، وإشباع الاسواق بها، وغياب الوزارة عن وضع برامج لتسويق منتجاتنا.
وأشار الى ان الكلف المالية المرتفعة للعملية الزراعية في الوادي، كأكلاف المياه والكهرباء والاسمدة والنقل والأيدي العاملة، وغيرها، أضافت عبئا ماليا آخر على المزارعين، بات يرهق كاهلهم، وتحديدا مع انتشار فيروس كورونا الذي اجبرهم على التخلي عن العمالة الوافدة، لعدم قدرتهم على دفع الاجور.
وطالب الوزارة بتنفيذ مسؤوليتها الارشادية والمساعدة بزراعة محاصيل مجدية، لافتين إلى ضرورة وضع "استراتيجية ملزمة”، ترشدهم لزراعة أصناف مطلوبة، وحماية المنتج الزراعي، وتحقيق بعض أهداف العملية الزراعية في الوادي الذي يعتبر سلة الغذاء في الاردن، اذ تشكل الزراعة فيه 90 % من إجمالي انتاجنا الزراعي.
مدير زراعة الشونة الشمالية الدكتور موفق ابو صهيون، أكد أن الوزارة تحرص على حماية المنتج الأردني، وخصوصا الحمضيات، جراء وجود فائض إنتاجي منه، وأنها أعدت خطة تسويقية لحمايته.