د. عمر الرزاز .. عن ماذا تكتب عندما تجلس أمام مدرسة فكرية مجبولة حُباً ووطنية.؟؟
خاص/ حسن صفيره
في الحديث عن شخص بحجم رئيس الوزراء السابق د.عمر الرزاز، تجد نفسك مدفوعاُ بالحديث عن "كاريزما" الرجل، فعلى الرغم من الوسم العام الذي يظهر أمامك، وانت تجالس رجلا هادئا متزنا، يٌدرك ما يقول، ويعي تماما تركيبة المفردات وما قد تحمله من تأويلات، لتجده متحدثاُ متمكناُ، كاشفاُ عن عمقٍ ودراية بالعمل العام ليس كما تصفه او تفهمه الصالونات الشعبية وقبلها السياسية، بل لأنك أمام رجلٍ أصيل بالفكر، ثري بمفاهيمه الخاصة، لغته تُشبه الى حدٍ بعيد لغة عقلاء المنطق قوي الحجة وعميق التحليل.
بالمحصلة ، أنت أمام مدرسة فكرية، لا شخص مارس العمل السياسي وتسيد واجهتها عبر سدة الرابع لنحو سبعة وعشرين شهرا، هي مدة ترأسه للفريق الحكومي، الذي خاض غمار ثورة الشارع بعد اقالة حكومة د.هاني الملقي، صيف 2018، ما يعني اننا نتحدث عن حكومة دخلت مضمار الشعب دون حصان، نظرا لحالة الاحتقان التي عاشها الشارع الأردني، مع زجاجة حكومة الملقي، وعنقها !!
حين دلف الرزاز الى سدة الرابع، بدأت مهمة عصيبة غير يسيرة، عهدة شائكة، ورثها الرزاز عن ما لا يقل عن خمسة حكومات منذ حكومة نادر الذهبي 2007-2009، وقد ورث سلة مليئة بالعقبات والمعضلات والقضايا المجمدة والمعلقة والشائكة، اختتمها دخول كارثة جائحة كورونا، ليخرج الرجل بموجب الاستحقاق الدستوري بعد حل مجلس النواب في تشرين الماضي.
في الجلوس مع دولة ابي منيف، لا يسعك سلبا أم ايجابا أن تٌسقط ذِكْر المفكر القومي العربي الكبير احمد منيف الرزاز، لا يُمكنك تجاوز فكرة انك تجالس امتداده "البيولوجي" على اقل تعديل، ولا يمكنك ان تتجاوز فكرة كيف حاول البعض في الأردن من جلد حكومة الرزاز بسوط كان مداده المثقف الثوري منيف الرزاز.
د.عمر الرزاز، الثري فكريا بإرث والده، السياسي المعاصر صاحب الأكاديميا المتخصصة، والذي دخل نادي الرؤوساء بمنسوب شعبي مرتفع يميز حكومته الراحلة عن سابقاتها، وخلال جلسة هادئة لا تخلو من تجاذبات عاصفة لقرأة المشهد المحلي الداخلي، يؤمن بأن وجود الأولويات ازاء قضايا الوطن هي نصف الحل، فبدون أولويات لا حلول، وقد كانت محاربة الفساد أهم اولويات حكومته، وهو من رفع لواء (لا حصانة لفاسد، وسنعمل على جلب أي متورط)، وما أحاط عملية الاعلان عن ذلك النهج من حرب ضروص بعضها معلن والبعض الاخر كانت تدور كواليسه في نقاط وأمكنة معتمة، هالها وأرعبها ما استعد له الرزاز من مجابهة الفساد والمفسدين، ولا عجب، وقد منحه سيد البلاد ابان تكليفه بسدة الرابع الضوء الاخضر لمحاربة اكبر اداة تهددد البلاد والعباد.
وعلى الرغم من ضبابية المشهد القادم لواقع الاصلاح السياسي، سيما وان الدولة لا زالت تحت وطأة مجابهة (كوفيد 19) ، الا ان الرزاز مستبشرا وعاقدا الامل بالتغيير الى الافضل، معلقا الامال ومؤازرا لمهام عمل اللجنة الملكية لتعديل المنظومة السياسية، ويذهب الرزاز الى ابعد من ذلك بتفاؤله الى ان هناك رهان كبير على الشباب الأردني، ووداعما للتوصيات المرتقبة التي ستعلنها اللجنة بعد انتهاء مهامها من خفض سن الترشح في المجلس النيابي الى خمسة وعشرين، ومكررا دعوته الى ضرورة انخراط الشباب في الحياة العامة والحياة السياسية، على مستوى المحافظة والبلدية ومجلس النواب، ليشعروا بدورهم الحقيقي، في النهوض بمجتمعاتهم، وليتحول المواطن الى شريك حقيقي في صنع القرار، مرده في ذلك أهمية استغلال الموارد البشرية، فهي المحرك والوقود للعجلة الاقتصادية.
وبثقة الوطني الغيور على وطنه، يراقب عن كثب الحراك الملكي اللافت، سيما خلال الشهرين الماضيين، وهو ما يراه الرزاز فسحة امل قادمة ستنشل وتنعش البلاد مجددا، ومثمنا بذات الحديث حراك الديبلوماسية الأردنية المكملة والمتممة للحراك الملكي، ما يشير الى قرب موسم قطاف طالما انتظره الاردنيين، على الرغم من المعيقات الاقتصادية والوبائية التي حطت بكامل ثقلها على العالم والاردن بطبيعة الحال، الا ان هناك نظرة استشرافية يعيها الرزاز الشاب المنفتح صاحب الخبرات السياسية، والذهنية الاقتصادية الرفيعة.
د. عمر أحمد منيف الرزاز .. فارس من فرسان الأردن الشجعان والذي نذر نفسه لخدمة الوطن الاغلى جندياً مخلصاً ووفياً لوطنه وقيادته الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني - حفظه وعاه الله عشق عمان بتاريخها واربد بحقولها وعجلون بقلعتها والعقبة بمينائها والكرك بنخوة اهلها والطفيلة بهضابها وجرش باعمدتها ومأدبا بفسيفسائها ومعان برجالها ولهذا كله نكتب عن هذا الرجل أينما حل وارتحل فقلبه الكبير لا يتسع الا للأردن وقيادته وأهله وناسه ونقول له سلام عليك وسلام على منبتك واصلك وسلام على فيلادلفيا التي تحتضنك حبا وعشقا وغزلا ..
وللحديث بقية ..