العجارمة فقد القدرة على “الكلام والحركة”
الشريط الإخباري :
لندن- القدس العربي”: "التهديد الواقع على حياة الملك”.. لا يذكر الأردنيون على الأقل منذ عقود قراءة هذه العبارة في نص لائحة اتهام لأي شخص في الماضي القريب.
لكن هذه العبارة وردت أمس الأول في لائحة الاتهام التي صادق عليها الادعاء في محكمة أمن الدولة ضد عضو البرلمان المفصول أسامة العجارمة، الذي دخل إضرابا شرسا عن الطعام خلف السجن.
طبعا تلك التهمة موجودة في صفحات القوانين الجنائية لكنها لم تستعمل سابقا وفقا للذاكرة المتوسطة، الأمر الذي يعني أن السلطات تريد أن توجه رسالة خشنة وصلبة لكل من يتجاوزن الخطوط الحمراء جدا.
طبعا تلك التهمة لها علاقة بحادثة محددة ظهر فيها النائب المفصول وسط تجمع لأبناء عشيرته عندما كان يخطب في الناس مستخدما عبارة جرحت الأردنيين حول تفكيره تحت القبة بـ”وضع رصاصة بين العينين” إذا كان قد حمل مسدسه.
الاتهامات المصادق عليها حديثا للعجارمة بعد اعتقاله لا تقف عند حدود تهديد حياة الملك، فصاحب مبادرة الزحف العشائري على عمان العاصمة متهم أيضا بإثارة عصيان مسلح بعد ظهور مرافقين له بسلاحهم في الأحداث الشهيرة التي حملت اسمه قبل نحو 10 أسابيع لا بل اتهم أيضا النائب السابق بأعمال إرهابية والمساس بالأمن العام.
مع ذلك يرفض السجين العجارمة اليوم الإقرار بأنه أخطأ بعدما تحول من زعيم شعبي في الشارع إلى سجين بتهم كبيرة قيد التقاضي.
وآخر أنباء النائب الشاب الذي لفت الأنظار عدة مرات حتى قبع خلف القضبان أنه فقد القدرة، حسب أحد المحامين، على الحركة والوقوف والكلام بسبب إصراره العنيد على إضراب مفتوح عن الطعام مما نتج عنه حالة صحية متردية أربكت لوجستيا نقله لأغراض التحقيق من سجنه فيما يقف أنصار وأقارب له بعدد قليل بطبيعة الحال أمام السجن، داعين لإطلاق سراحه باعتباره من المعارضين أصحاب الرأي.
الوفود العشائرية التي بايعت بإثارة العجارمة في الماضي القريب اختفت تماما عن الساحة والرادار والمشهد والسبب على الأرجح طبيعة الاتهامات الحساسة الموجهة له وإصراره على توحيد حراكات العشائر على أن تكون القيادة فقط لقبيلته وبالتالي له، الأمر الذي أبعد حتى أقرباء العجارمة نفسه.
لا يوجد زخم شعبي يطالب بالإفراج عن النائب المفصول الآن.
لكن الأنباء حوله تظهر بين الحين والآخر بعد تردي حالته الصحية وبسبب صلابة موقفه في مسألة الإضراب فيما السيناريو التراثي الأردني المألوف في مثل هذه الحالات هو دوما الضغط على السلطة والحراكات التي تطالب بالصفح والتسامح مع أن قضية النائب كانت قد خطفت الأضواء تماما ولمدة أسابيع إعلاميا داخل وخارج الأردن.
بالتوازي وعلى الصعيد البرلماني، سجل برلماني آخر نقطة فارقة عندما خاطب الملك أيضا مباشرة لكن عبر منصات التواصل، مقرا بمقولة شهيرة لزميله المخضرم عبد الكريم الدغمي تعتبر مجلس النواب مجرد ديكور. "نحن مجرد ديكور يا سيدي”.. كان ذلك المضمون الذي تناولته منصات التواصل كجزء من رسالة أعلنها النائب الشاب أيضا زيد العتوم متضجرا من سطوة الحكومة على مجلس النواب.
وجهان جديدان في مجلس نيابي بعد انتخابات خضعت للهندسة قيل إن قيمتها الأساسية تمثلت في تقديم 100 وجه جديد باسم ممثلي الشعب فيما وجه ثالث هو النائب عماد العدوان قرع كل الأجراس بدوره عندما جلس تحت القبة على مقعد رئيس الوزراء ورفض مغادرته في حادثة ثالثة شهيرة بتوقيع الوجوه الجديدة بسلطة التشريع.