د. رولا الحروب .. المرأة الحديدية الشرسة التي تهاب الحكومات لسانها ويعجز عن مقارعة فكرها الفاسدين ...
خاص-
أمام شخص النائب السابق والاعلامية والاكاديمية د.رولا الحروب الفرا، تجد نفسك أمام حالة منفردة متفردة، في العلم والمعرفة، والحنكة السياسية والخبرة الاقتصادية، امرأة وصفها البعض بالمرأة الحديدية لشراستها المهنية الاعلامية، عرفها الجمهور من خلال موقعها النيابي في المجلس السابع عشر، حين كانت اكثر النواب تقديما للاستجوابات ( قدمت 140 سؤالا نيابيا، و 28 استجوابا للحكومة، و 65 مقترحا قانونيا والآف المداخلات القانونية المدروسة التي تعنى بهموم الوطن والمواطن وذات المساس بكبرى قضايا الفساد) ، د. الحروب التي حصدت شعبية اثارت حفيظة رموز واصحاب ملفات الفساد، بفوزها في انتخابات المجلس السابع عشر 2013 بنحو 101000 الف صوت، لم تخذل قاعدتها الشعبية، وقبلا ظلت أمينة ووفية لكل ما يمس الوطن.
د.الحروب، امرأة من زمن جميل، فرغم شراستها ومهنيتها العالية، وتحولها خلال الحديث الى ما يُشبه الالة الحاسبة فيما هي تشرح المعادلات السياسية والاقتصادية بلغة الارقام، تخال نفسك امام عالم رياضيات، وحينا اخر امام فيلسوف اغريقي فاق افلاطون وسقراط، همها الوطن ثم الوطن ثم الوطن.
عبر قناة "جو سات"، ببرنامج "في الصميم"، عرّت المرجعيات السياسية وحتى الاقتصادية، نبشت في المسكوت عنه، وبقيت رهان الشارع حتى بعد خروجها من الواجهة البرلمانية، فعلى قبة العبدلي للمجلس السابع عشر، استعاد المواطن ثقته بالمؤسسة التشريعية البرلمان طالما انها تضم نموذج النائب المسيس والمحنك والواعي، النائب الداري المطل على خفايا المسكوت عنه، والنائب الذي سيحفظ رهانك على القبة التشريعية باتجاه بوصلة الوطن، وهي المقاتلة الشرسة التي طالما اعربت عن رفضها لنظام الكوتا النسائية لما فيها من ظلم للمرأة البرلمانية الاردنية، وعدم وجود اي ضمانات لوصول المرأة الاكثر كفاءة الى قبة البرلمان الاردني عدا عن حرمان سيدات اردنيات يتمتعن برصيد سياسي من الوصول الى قبة البرلمان مقابل وصول اخريات ليس لديهن اي خبرة سياسية.
عند طرح اسم د. رولا الحروب، تأخذك الذاكرة الى مواقف عدة تم استهدافها بطريقة تترجم حجم التأثير الذي تٌحدثه على اصحاب وصانعي ملفات الفساد، فالجميع لا يزال يذكر الصورة التي تم فيها تصيدها تحت القبة مغمضة العينين، وفيها قالت رلى الحروب وقتذاك، بأنها صورة كانت احد ادوات الهجمات الشرسة عليها ، للاساءة اليها وتصويرها امام الرأي العام انها من النواب "النوام" تحت القبة، كاشفة بذات الصدد انه وباعتراف احد المصورين الصحفيين كشف لها انه تم دفع مبلغ 500 دينار لاي مصور صحفي يأتي بصورة لها تحت القبة من شأنها ادانة نشاطها النيابي، ولم يلتفت اصحاب الفساد والمفسدين الى صوتها النيابي الهادر، الذي وقفت خلاله ضد قرارات حكومية مست عيش وقوت المواطن، قرارات صادرت سيادة الدولة، وقد وقفت بضراوة تحت القبة في قضية اخفاق الحكومة في التعاطي مع ملف اغتيال الشهيد القاضي رائد زعيتر .
د. رلى الحروب من السياسيين الذي خبروا العمل النيابي بفرادة وتميز، وكان رصيدها الشرس الضاري في فتح ملفات الفساد لها بالمرصاد، فقد تم اقصاؤها بطرق معلنة وأخرى خفية ، وهي النائب التي عرت القبة البرلمانية ودور المال السياسي في وصول "الرأسماليين" الى المؤسسة التمثيلية والتشريعية.
مؤخرا، وفي خضم "لعبة القط والفأر" التي تمتهنها الحكومة عبر هيئة الاعلام، ومحاولتها في تقليم اظافر الفضاء السيبيري، القت الحروب قنبلتها الذكية في حضن رئيس الوزراء بشر الخصاونة كاشفة الزوايا غير الدستورية التي تضمنتها تعديلات أنظمة الإعلام المرسلة لديوان التشريع والرأي، بعد ان فندت بالحجة الدستورية بطلان هذه التعديلات حول نظام رخص البث وإعادة البث الإذاعي والتلفزيوني الصادر استنادا إلى قانون الإعلام المرئي والمسموع الذي أقرّه المجلس السابع عشر، وقد خالفت تعديلات النظام القانون الذي صدرت بموجبه.
ولم تكتفٍ الحروب في كشف لادستورية التعديلات المنوي اقرارها، بل ذهبت لتعرية صناع القرار ممن لا علاقة لهم بالاعلام فكيف لهم بتعديله، من "رئيس وزراء جاء من رحم الديبلوماسية كسفير ودبلوماسي ولا علاقة له بالاعلام ، و مدير هيئة الإعلام طارق أبو الراغب وهو محام لا علاقة له بالإعلام وإن كان قد ظهر عبر منصات التواصل الاجتماعي لبعض الوقت، ووزير الإعلام صخر دودين وهو مهندس ولا صلة له بالإعلام".
د. رلى الحروب قامة وطنية، وثروة وطنية حقيقية ، لم تركن خارج المشهد الجماهيري والسياسي والاقتصادي والاعلامي، وظلت حاضرة بقوة بحجم الاشتغال ذاته الذي تم خلاله اقصاؤها واستهدافها والنأي بها بعيدا عن واقع الفساد المتمدد في وطن يشتاق حقيقة لابناءٍ بثقل وحجم رولا الحروب.