أمجد العضايلة .. الديبلوماسي الذي نجح في الداخل والخارج وكان ناطقاً صادقاً متميزاً في الديوان الملكي والحكومة ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

خاص- حسن صفيره

بملامحه الهادئة وحضوره الرزين، اعتاده الأردنيون على شاشاتهم الوطنية خلال النشرة الرسمية الاعلامية لمستجدات الجائحة، وعلى مدار نحو عام، منذ تسلمه منصب وزير دولة لشؤون الإعلام في حكومة عمر الرزاز، حينها، كانت النشرة المسائية لمستجدات كوفيد 19، الشغل الشاغل للأردنيين، ليجيئ صوته مُطمئنا جموع الشعب، خاتما النشرة بحفظ الأردن والبشرية جمعاء، للحد الذي ارتبطت به هذه العبارة بكيان الحكومة عامة، وشخصه كوزير دولة لشؤون الإعلام، وقد اجتاز العضايلة المهمة بتفرد غير مسبوق، لجهة المناخ العام المشوب بالقلق والترقب جراء الجائحة، ليصبح الأقرب لكل أردني، فيما هو يتلو النشرة الرسمية بحميمية واطمئنان أن الأردن قادر على اجتياز الأزمة، الأمر الذي أسهم في اعادة ثقة الأردنيين بالخطاب الرسمي.. وهكذا كان.

أمجد عودة العضايلة، شاب كركي دلف إلى الواجهة الرسمية منطلقا من الجسم الاعلامي الرسمي (وزارة الإعلام) آنذاك إلى مؤسسة القصر - الديوان الملكي ، دائرة العلاقات العامة، 
ليقوده اجتهاده وحرفيته لمنصب مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام والاتصال - الديوان الملكي الهاشمي.

وعن مسيرة الشاب، الذي يعتبر دراسته للصحافة والإعلام، نقطة الانطلاق الأولى لمسيرته العملية والرسمية، كخريج من جامعة اليرموك، وبدأ رحلته المهنية الإعلامية وهو على مقاعد الدراسة الجامعية؛ فكان يدرس ويتدرب في صحيفة (صحافة اليرموك) التابعة لجامعة اليرموك، إلى أن وصل إلى موقع سكرتير تحرير الصحيفة، لحين تخرجه من الجامعة، إلى الميدان العسكري، حينها ذهبَ إلى خدمة العلم لمدة عامين، وخَدَمَ في القضاء العسكري، إذ كان يكتب محاضر جلسات المحكمة، من حديث القاضي، والشهود والمتهمين.

في بداية طريقه الإعلامي، وبعدما انهى خدمة العلم، عَمَلَ في وزارة الإعلام؛ كباحث ومُقيّم للصحافة القادمة من الخارج، أي على المواد الإعلامية المكتوبة.

في عام ١٩٩٢، اختير العضايلة لكتابة تقارير إعلامية حول يومية  تضم صفحة أو صفحة ونصف على الأكثر لرئيس الوزراء حينها "مضر بدران"، ومحتواها عن الأحداث التي تجري في المنطقة.

خطى ذهبية في مؤسسة القصر الهاشمية
بعدها، وفي العام ذاته؛ حَظيَ العضايلة بفرصة للعمل في الديوان الملكي الهاشمي، حين تابع المسؤولون التقارير التي كان يكتبها لرئاسة الوزراء، مطالبين بنفس هذه التقارير للديوان الملكي الهاشمي، فبدأ بكتابة التقارير لمدة ستة أشهر، بجانب عمله في وزارة الإعلام.

بعدها؛ تم انتدابه للعمل في الديوان الملكي الهاشمي لمدة العام، إلى أن انتقل للعمل هناك.

في بداية عمله؛ بدأ بالعمل مع جلالة الملك المرحوم الحسين بن طلال -طيب الله ثراه- حيث الى جانب كتابة التقارير اليومية كان يتابع ويكتب أخبار جلالته ولقاءاته وزياراته ، واستمر بالعمل مع جلالة الملك الحسين بن طلال -طيب الله ثراه- منذ عام ١٩٩٢ إلى عام وفاته ١٩٩٩.

عمل العضايلة مع جلالة الملك عبدالله الثاني، وبالقرب منه لسنوات عديدة، وبحسب كلماته: "احدى المحطات العملية المهمة في حياتي هي العمل مع جلالة الملك عبدالله الثاني"، حيث عُينَ مديراً للإعلام المحلي، ثم مديراً للإعلام العربي في الديوان الملكي الهاشمي.

في تلك الفترة، كان عمل العضايلة بالقرب من جلالة الملك عبدالله الثاني؛ ويذكر بأنه رافقَ جلالته في زياراته للخارج، وفي النشاطات المحلية، والتي يروي عنها العضايلة بالقول " كانت تلك الفترة عندما استلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، ورافقته في جميع زياراته للخارج؛ للقاء زعماء العالم، كما أنني رافقته في النشاطات المحلية عندما زار أغلب القرى الأردنية، ليَطمئِنَ على أحوال العائلات الفقيرة، والمحتاجة، حيث قام جلالة الملك بزيارة أغلب مناطق المملكة الأردنية الهاشمية في الفترة ما بين ١٩٩٩ إلى ٢٠٠٨".

في عام ٢٠٠٥، عُينَ العضايلة مديراً لإدارة الإعلام والاتصال في الديوان الملكي الهاشمي، وكان مسؤولاً عن الإعلام العربي، والأجنبي.

وتقديراً لأعماله المُلهمة؛ أصدر جلالة الملك عبدالله الثاني إرادة ملكية سامية بمنح العضايلة رتبة وزير في عام ٢٠٠٧.

انتقل العضايلة للعمل في القطاع الخاص عام ٢٠٠٨، وبعد عامين من العمل في القطاع الخاص؛ تم استدعاء العضايلة للديوان الملكي الهاشمي مرةً أخرى للعمل مستشاراً لجلالة الملك عبدالله الثاني لشؤون الإعلام والاتصال، وعبر العضايلة عن امتنانه قائلاً: "تشرفت بالعمل مع جلالة الملك حينها في ظرف استثنائي مرّت به الدول العربية في أحداث الربيع العربي."

مشوار الألف ميل حط به بواجهة العمل الديبلوماسي

أسهمت شخصية العضايلة، الدمث الخلوق النشيط المجتهد المبادر المبتكر، بالانتقال الى العمل الديبلوماسي، ليشغل موقع سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى جمهورية روسيا الاتحادية وجمهورية بيلاروس، والجمهورية التركية، ودولة تركمانستان، وجمهورية مقدونيا.
لحين خروجه من سدة الرابع في تشرين أول 2020، ليعود للعمل الديبلوماسي سفيرا للملكة لدى الجمهورية المصرية.

ومثلما ابدع العضايلة وتفرد في إدارة ملف الاعلام طيلة مسيرته الاعلامية، وانفتاحه على الاعلام المحلي بشفافية لافتة، لايمانه بأهمية السلطة الرابعة في استكمال المشهد الرسمي للدولة، أبدع العضايلة في العمل الديبلوماسي، وقد أبدع بالممازجة بالعمل بالبروتوكول الرسمي والانخراط بالعمل السياسي كممثل للأردن ورعاية شؤون الجاليات الأردنية بكل دولة مثل فيها المملكة كسفير.

في العاصمة المصرية، رصده الاعلام المصري بكثير من النشاط الديبلوماسي، ولقاءاته العديدة لسفراء الدول العربية والاجنبية هناك، توطيدا للعلاقات الاردنية العربية والاجنبية، في مهام ديبلوماسية تعنون نجاح الديبلوماسية الأردنية، كما نجح العضايلة بأن يكون قريبا من كل ما هو اردني على ارض المحروسة، وقد رافقت ضحكته الأبوية فرح نشميات منتخب الأردن للسيدات بكرة القدم بالتأهّل إلى نهائي بطولة كأس العرب التي أقيمت في القاهرة.

العضايلة كان حاضرا بمستوى دولة بكل مكان شغله، هاجسه الوطن ثم الوطن، وعلى الرغم من المحطات الحزينة التي عايشها على مستواه الفردي برحيل ثلاثة من افراد عائلته خلال عام واحد، بقي العضايلة شعلة عطاء وانتماء لوطنه الذي نذر نفسه له ، مثلما ظل وفيا لأردنيته في احتراف العمل الديبلوماسي بعيدا عن المكاتب المغلقة، وقد كان الشأن الاقتصادي رديفا للشأن السياسي في حراكه الديبلوماسي كأنجح رجالات الدولة في الواجهة الأردنية.

 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences