هل تريدنا "الحكومة " ان نتحول الى "شتامين"...؟؟!!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
زهير العزه
يبدو أن الحكومة وبعض ممن يتحكمون بمفاصل القرار في البلاد يريدون منا ان نعيش وفق رؤية الكاتب والاديب المصري الراحل زكريا تامر، الذي وصف المواطن الفاضل بالقول " إن المواطن الفاضل اذا وقع عليه ظلم أو ذل لا يغضب على من يتحكمون بالبلاد، بل يندد بأفلام سعاد حسني...! 
في كتاب "تاريخ الكذب”، يُصنف الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا (1930 ـ 2004) المكذوب عليهم بأنهم "آخرين” بالنسبة للرجل السياسي "فالكذب يعني دائماً خداع الآخرين عن قصد ووعي ودراية كاملة”، وهذا يعني بحسب دريدا بأن الآخرين "بمثابة العدو”.
مؤسف حقاً ما نسمعه عن تعاطي الاجهزة الحكومية مع  ما يسمى "بالمعارض التائب" بهذا الشكل ،خاصة وكما اكرر دائما أن هذا "العائد" ليس من أهل الفعل السياسي، وليس بصاحب خبرة حزبية او سياسية ، وبالتالي فأنني أرفض أن يتم وصف من يشتم الناس مهما كانت مواقعهم بأنه معارض ،وأن تنزع عنه صفة "الشتام "، ويؤخذ الى خانة الانقياء "المعارضين "من أصحاب الفكر السياسي الذين لهم برنامج ورؤية تحقق هدف منشود يخدم الصالح العام، وفق رؤيتهم  مهما كانت هذه الرؤية ، وذلك لأنه كما هو أصبح بحكم العرف ان السياسة تموت عندما يغلب عليها خطاب" الذم المطلق " وهذا ما شهدناه ونشهده عند البعض ممن يوصفون "بمناضلي الفيس بوك أوالسوشيال ميديا " . 
ومن هنا أقولها وبصوت مرتفع لكل الذين يديرون المنظومة السياسية في البلاد ويتحكمون بالقرار،أنه كلما سمعت أصواتكم العالية تتحدث بإسم الشعب، وتدعي أنها تتعاطى مع الملفات من منظور مصلحة الشعب ، كلما خفت أكثر على الشعب وعلى البلد ،وكلما سمعتكم تتحدثون عن عملكم من أجل الشعب ، أدركت انكم تريدون السلطة ، اما انا وغيري من الصادقين  فنريد الوطن .   
اليوم وأنا وغيري نسمع اخبارا تفيد ان " العائد" الى البلاد حصل امتيازات كان لا يمكن ان يحصل عليها مهما عمل في البلد ، خاصة انه لم يحصل ولغاية مغادرته البلاد على شهادة الثانوية العامة، كما انه لا يملك اية مقومات الفعل السياسي بإستثناء انه كان يبث ما يرفضه الضمير والعقل والمنطق" الشتم "، وان مسألة الوصف الذي أطلقته وللأسف أقلام هي محسوبة بطريقة أو بأخرى على الدولة،لا يمكن أن تحول هذا الشخص معارضا سياسيا. 
بإختصار إن الحكومة وبعض الاشخاص أو المؤسسات التي تدير بعض الملفات عليهم أن يعوا أنهم يخنقون أبناء وطنهم من المعارضين الحقيقيين حتى الموت ،وهم يتجرعون كأسا مرة مع كل إشراقة صباح، فهولاء الذين هم في معارضتهم  ملتزمين بالدستور والقانون ،لا يمكن الاستمرار بعزلهم ومحاربتهم وقطع ارزاقهم وأرزاق أولادهم ،فيما تفتح الابواب وتغدق العطايا على "الشتامين"،على قاعدة المساواة بين القديس والزنديق، فهذا الامر إن استمر سيجر المزيد من اليأس والاباط ، وسيفرز متشددين أو متطرفين في التعاطي مع الوطن والمواطن، وحينها لن ينفع اللطم ولا  "النواح" لان ذلك الحقد الذي يمكن أن يتولد لن يبقي وطن.
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences