الهواري بين مطرقة الجائحة وسندان الصحة... (1)

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
بقلم: أبو عبد العزيز العذري*

حين يبرز على الساحة رجال يعملون بجد وهمة منقطعة النظير فإنهم سيفعلون ما تكل الأقلام عن تسطيره، والأفواه عن ترديده .. ومن هؤلاء الذين فرحت ساحة وزارة الصحة الأردنية بوجودهم وزير الصحة: الأستاذ الدكتور فراس الهواري.

ولسنا هنا نتكلم تزلفا .. ولا طلبا للغنيمة كما يفعل الجواري اللواتي يتراقصن في العادة حول السادة ليلتقطوا فتات الموائد.

الهواري جاء -من هناك حيث كان- أعزلا، فلا هو ابن العشيرة الكبيرة الكثيرة العدد، ولا هو ابن الجاه والسلطان، وكان يعلم جليا أن لا بقاء له إلا بأن يسطر بأفعاله تاريخا من الإنجازات في وزارة الصحة تثبت للجميع أنه رجل فعل لا بائع شعارات.
كان أمام امتحان صعب .. يتعاون مع من؟ ويحذر من؟ ويقصي من؟ فقد امتلأت قبل قدومه بأيام كراسي من أهم الكراسي في الوزارة.
جاء وأمامه ملف الجائحة بأكمله ..فلامطاعيم كافية!..ولا فرق مكتملة! وآليات عمل بائدة!   وموارد مالية ضئيلة! وخدمات صحية تترنح نحو الهاوية!..
الهواري كان مثالا للصبر والتروي .. حدد الهدف .. ورسم الطريق إليه .. ولم تشغله العراقيل التي كانت توضع له كل حين في الطريق .. كان يعمل وحده وقلة قليلة جدا حوله ممن كان يثق بهم .. يستعين بهم لتحقيق الهدف.
تسلطت عليه وعلى جهوده المضنية ضباع وخفافيش .. تنهش في جسد همته تارة .. وتشغله عن خطوته التالية تارة أخرى .. لكنه كان كالإعصار يأكل كل ما قبله ويهدم كل حاجز يقابله ..

كان كلما عرقلته عراقيل الظلام اعتدل وأقبل كالخيل المضمر السريع لا يلوي خلفه ..
يعلمني مدير مكتبه في حوار قديم معه أن معاليه لا يأكل ولا يشرب ولا يكل ولا يمل من العمل .. 

اقدم على تأمين المطاعيم بأسرع وقت .. واليوم يوجد منها فائض .. فرق تقصي وتطعيم تطوف ليل نهار .. ومكافآت تصرف لهم على مدار العام ما داموا يعملون ..
إنجازات وتاريخ لايمكن أن نأتي عليه في مقال واحد .. لذا كان لزاما علينا أن نتعرض لتاريخ أبي سيف في وزارة 
 الصحة عبر حلقات تأتيكم تباعا ..كان هذا أول الغيث .. وأول الغيث قطرة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences