فشل المنظومة الصحية يعري المنظومة الحاكمة ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
زهير العزه 
تلقت حكومة الدكتور بشر الخصاونة صفْعةَ أخرى من أداء (متواضع )لإدارة  المنظومة الصحية والتي حذرت شخصيا منها منذ عهد سعد جابر" وما "قبله" والذي عايشناه في ظل حكومة ورئيس ينطبق عليهما المثل القائل مع التعديل في المثل "لا حياء لمن تنادي" ،بحيث تحولت المؤسسات في عهدهما الى أضعف الاطراف والمواطن الى ذبيحة يقدم قربانا لهذا المتفلسف أو الافاق من الوزراء أو النواب أو مجموعة أهل الفساد أو مجموعات المصالح التي نهبت كل شيء وأكلت البلد لحما ورمتها عظما.
إن مشكلة المشكلات في الاردن أن من يتولون المناصب الوزارية، أو من يصلون الى القبة البرلمانية هم موظفين وليسو من أصحاب المشروع والرؤيا ، وبالتالي لم يكن ولن يكون لمن يعينون على هذه القاعدة أية قدرات لادارة ملفات الوطن .
اليوم وبعد حادثة وفاة الطفلة لين وما جرى ىسابقا لاطفال أخرين ،وما حدث من جريمة بشعة في مستشفى السلط، ووقوع اكثر من خطاء طبي في القطاعين العام والخاص " وما حدث سابقا من أخطاء مع إبنتي " ،يجب أن تتحرك الدولة وأهل الربط والعقد فيها وتعمل على الاستعانة بأهل الخبرة الطويلة والمختصين ، للعمل على إحداث نقلة نوعية في عمل واداء المنظومة الصحية في القطاعين العام والخاص، بل وكل التركيبة التي على أساسها يتم فرض النواب والوزراء والمسؤولين لتولي المناصب القيادية في الدولة،بحيث تتغير قواعد التعيين على أساس المحاصصة والشللية والمحسوبية والجهوية أو أية علاقات أخرى ،فلا يجوز أن تمر هذه الحادثة دون إتخاذ قرارات شجاعة تجعل من الكفاءة العملية أولا والعلمية ثانيا "اذ ليس كل من يحمل شهادة في إختصاص "ما" هو من المؤهلين عمليا" ، هي المعيار للتعيين، كما يجب أن يعي صناع القرار أن استمرار "إستجلاب" وزراء أونواب بالطرق القديمة لم تعد تقنع أو تنطلي على الشعب ،ولعل نسب المشاركة في الانتخابات الماضية خير دليل على "قرف" الناس من كل هذه المنظومة التي فشلت في إدارة امور البلاد.
اليوم ايضا يدرك  غالبية المواطنين أن هناك فشلا ذريعا  في ادارة المنظومة الصحية، وبالتالي لابد من تصحيح المسار من خلال تعيين اطباء اخصائيين وبرواتب مرتفعة ، وتعيين عدد كبير من الاطباء  يغطي احتياجات  المستشفيات، خاصة أن لدينا وفرة من الخريجين العاطلين عن العمل ، كما يجب التحرك لبناء مستشفيات وفي  محافظة العاصمة على وجه الخصوص، التي يقدر المختصين أنها تحتاج الى "3" مستشفيات حكومية كبرى، خاصة مع سياسة إستجلاب المزيد من اللاجئين والوافدين من كل أصقاع الارض ،وتوسيع عمل المراكز الطبية الشاملة ليشمل ذلك زيادة مدة الدوام لهذه المراكز ،وانشاء غرف للعمليات الصغرى فيها ،وكذلك انشاء المختبرات ومراكز أو غرف لصور الاشعة اذ ليس من المقبول أن ينتظرالمريض أحيانا" 6" أشهر حتى يتمكن من الحصول على صورة أشعة ،كما يجب تعيين كادر تمريضي وكادر فني مساند ، مع وجود مراقبة لهذا القطاع .
مؤسف حقا ما وصل اليه حال قطاعنا الطبي الحكومي ،خاصة أن الحكومات المتعاقبة  كانت تنظر سنوات طويلة المساعدات الدولية من أجل إنشاء أو تحديث قسم أو مختبرفي هذا المستشفى أو ذاك، في الوقت الذي تجبى غالبية موازنة الدولة من الشعب، الذي أهمل إقتصاديا واجتماعيا وطبيا ، ومع ذلك يأتي وزير عبقري من هنا  ووزير متفلسف من هناك ونائب يجمع التفلسف والتعبقر و " الرؤية البعيدة " ويصرخ دون ان يترك  تهمة أو صفة ملعونة إلا ويصبها نحو الناس ، حتى كدنا نظن الظنون بأنفسنا ونحن نردد ما قاله شاعر العرب القديم أبو سهل الأندلسي : كاد المريب أن يقول خذوني .
 إن بلد تديره منظومة فشلت في إداة ملفاته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، وعملت على تحكيم الاحتكارات والأنانياتُ وقلةُ الضمير فيه  حتى أصبح غالبية المواطنيين يقولون "لا حياءَ لمَن تنادي"، عليها ان ترحل ، فالوقت والظروف لا يتجهان نحو بوصلة الوطن ، وحتى يتم توجيه البوصلة نحو الوطن ، لا بد من حكومة تشكل القوى السياسية غالبية الوزاء فيها ، ومجموعة أخرى من رجال الاقتصاد والمال الوطنيين، وليس من حديثي النعمة من أصحاب رؤوس الاموال المشبوهة ليتم  تخليص البلاد والعباد مما علق بهما من رجس أداء المنظومة الفاشلةخلال العشرية الاخيرة ، فيكفي الاردنيين وزراء يعملون بعقلية موظف  يديرون الغضب الشعبي ولا يبحثون عن حلول لمشاكل الوطن ......
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences