عودة الفدائي من نفق الحرية

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
د.حازم قشوع

السبت 18 أيلول / سبتمبر 2021.
وحد القائد الزبيدى ورفاقة الشعب الفلسطيني بكل مكوناته عندما قال فى التحقيق كنا نخاف على الاهل اذا ما ذهبنا اليهم من بطش المستعمر ولا نخاف منهم فآثرنا السير بجانب المدن وعمدنا لتكون المنامة تحت شجرة نستظل بها من طائرات الدرون وعيون المتابعة فكان يمكن للزبيدى ورفاقه الدخول الى اي قرية او بلدة وان ينام فيها بكل ترحيب فكل المنازل نزل الابطال كيف لا وهم المدافعون عنها والمضحين من اجلها لكن ارادوا ان يقولوا للشعب الفلسطيني لقد خرجنا لاجلكم ومن اجل حريتكم ولم نخرج من نفق الحرية من اجل ان يلحق الضرر ايا منكم فنحن الفدائيين نحمل شرف النضال كما نحمل شرف التضحية ونعلم كيف نحافظ على الاهل والبلد اكثر من انفسنا فلم يولد الفدائي الا ليعلم الامة كيف تكون التضحية وسبل تحقيق النصر والفداء من اجل جلاء المحتل.
واما المهندس محمود العارضة واخوانه فلقد وحدوا كل فصائل العمل النضالي عندما وقف محمود امام المحقق الاسرائيلي ليقول انا من اتحمل مسؤولية التخطيط والتديير وحث جميع الرفاق على الخروج من نفق الحرية فانا من اتحمل مسؤولية ما حدث وليس رفاقى الاسرى الذين خرجوا معى فانا محمود العارضة مهندس النفق ومن حفر النفق وحده ومن يتحمل مسؤولية جميع من خرجوا من النفق فالنفق كان للحرية ومن اجل قهر السجان الذى انهزم امام ارادة الفدائي كما انهزم على الدوام فلا المشنقة تردعنا ولا سجن يرهبنا فنحن احفاد عرفات وياسين والحسيني واولاد الاسير ولقد ولدنا احرارا ولن نعيش فى كنف الاحتلال فالقدس وفلسطين لن تكون الا عربية هذه هى طريقنا وستبقى طريقنا
ندافع عنها بالمهج والارواح فالفدائي لا يبحث عن المجد بل المجد كان معه فى مسيرة تجاه النصر والتحرير.
هذا المشهد النضالي الذى يذكرنا بمشهد محمد جمجوم وفؤاد حجازى عندما كانا يتسابقان لنيال الشهادة من دون ان يذوق حسرة مشاهدة مشهد المشنقة تلتف حول اخيه وهو المشهد الذى يرسم صورة نضالية تعيد صورة النضال الفلسطيني للمنزلة القيمية والمكانة المبدئية التى كان يقف عليها الفدائي قبل ان يغرق بالتفاصيل فلقد خرج زكريا الزبيدى ورفاقه ومحمود العارضة واخوانه برسالة اعادوا فيها صورة الفدائي الفلسطيني الى شكلها النضالى الذى فقدناه عندما غرق الجميع فى الحيثيات وغاص فى التفاصيل وهبط من دائرة السمو والتضحية.
فلقد غيرت معادلة الاسرى من فكر نفتالى بينت وجعلته اسيرا لظرف موضوعى متصاعد فرضته تداعيات نفق الحرية والذى تقول التحليلات انها قد تعيد حركة فتح لنهج المقاومة الشعبية وهذا ما جعل من قضية الاسرى حاضرة على طاولة البحث المصرية الاسرائيلية وكان من نتائجها فصل ملف الاسرى عن ملف الاعمار فان ملف الجنائية الدولية ما زال حاضرا والقيادة الفلسطينية ترفض المفاوضة حوله وهذا ما يجعل من العودة للمفاوضات الامنية امرا جد ضروري فان ملف الاسرى ملف امني عنوانه الكرامة والحرية وهو من يقف عليه الرئيس بايدن كما ملف التفاوص يقوم على الاحترام والقبول وهو ملف سياسي يحرص على عودته جلالة الملك ويقوم على حث اصحاب القرار على ضرورة العودة الى طاولة التفاوض.
فلسطين لن تموت مهما نال من جسدها اسهم غادرة او جاءتها اسهم عابرة فان فلسطين ستبقى عقيدة كل من يؤمن بالقيم الالهية على تنوع الرسل وامتداد رسالات البشرية وسمو مجد الحرية فلسطين لن تموت طالما بقى اسرى يخرجون من نفق مظلم برسالة مفادها يقول فلسطين لن تموت فلقد عاد الفدائي من نفق الحرية.


© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences