الشكر والتقدير للمحامي رسلان محاجنة

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
حمادة فراعنة

الأحد 19 أيلول / سبتمبر 2021.الدستور.

بفرح طفولي، استقبلتُ رسالة المحامي الشجاع وطنياً ومهنياً رسلان محاجنة، التي نقلها من مركز مخابرات الجلمة الإسرائيلي، في أعقاب زيارته الثانية للفدائي الأسير محمود العارضة صباح الجمعة 17 أيلول 2021، حيث يتم التحقيق معه، على خلفية قيادته لمعركة الاختراق وشق نفق الحرية من معتقل الجلبوع مع رفاقه الخمسة.
فرحي من استقبال رسالة المحامي محاجنة يعود لسببين:
أولاً لأن المناضل الأسير محمود العارضة خصني شخصياً برسالته وقدّر مقالتي عنه يوم الخميس 16/9/2021، وأعادت القدس المقدسية نشرها يوم الجمعة «مع القائد محمود العارضة بطل نفق الحرية»، ونقلها له محاميه الأمين لمركز اعتقاله في الجلمة.
ثانياً أنه خص الأردنيين، من خلال رسالته، فكان ذلك شهادة شرف نرفعها على صدورنا فخراً على أن المناضل الفلسطيني وصلته مشاعر الأردنيين وقدّر انحيازهم له لما يُمثل من قضية وتنظيم وتطلع ونضال.
رسالة المحامي رسلان محاجنة ابن مدينة أم الفحم التي شاركت انتفاضة القدس بهبة الكرامة يوم 10 أيار الرمضاني 2021، سقط خلالها الشهيد محمد محمود كيوان، هذا نصها:
«نقلت اليوم ما كتبته في مقالتك عن الأسير محمود العارضة، خلال زيارتي له اليوم (الجمعة)، وهو يعرفك، ويبعث لك بخالص تحياته، ومن خلالك يبعث تحياته إلى كافة الشعب الأردني، وإلى وسائل الإعلام الأردنية، التي تابع بعضاً منها، أثناء هروبه، عن طريق راديو صغير كان بحوزته».
رسالة بسيطة، تحمل معاني الفخر، ودلالات المباهاة، من مناضل فلسطيني، قدّر قيمة مواقفنا، وما نسعى لتأديته كواجب وطني قومي إنساني، في دعم وإسناد نضال شعبه من أجل التخلص من المستعمرة وجرائمها ونيل الحرية والاستقلال والكرامة على أنقاض هزيمتها.
لسنا متفرجين على معاناة الفلسطينيين، ولسنا مراقبين لنضالهم، فهم في الخندق الأول، ونحن من خلفهم شركاء من المتضررين من بعدهم نُساهم في صمودهم، وتوصيل رسالتهم وعدالتها إلى المجتمع الدولي، ودفعه نحو تفهم قضيتهم، وتحرير الأقصى والمسجد الإبراهيمي وكنائس المهد والبشارة والقيامة، وعودة لاجئي المخيمات من الوحدات والبقعة وزيزيا ومخيمي الحسين والمفتي إلى اللد ويافا والرملة وحيفا وعكا وصفد وطبريا وعسقلان والمجدل وبئر السبع.
لقد أخطأ المناضلون الستة، حينما اختاروا التوجه نحو الشمال، إلى مناطق 48، وهي تفتقد إلى الغابات، أو المُغر أو التضاريس الصعبة، وكان عليهم التوجه شرقاً حيث لا يبعد سجن الجلبوع مسافة 15 كيلو متراً عن نهر الأردن، حيث الحاضنة الأردنية التي ستحميهم من العودة القسرية إلى قسوة السجان، وعتمة الزنازن.
قد يتوهم سياسون أن الأردن الرسمي يختلف سياسياً مع حركة الجهاد وتحالفاتها، ولكنهم يجب أن يدركوا وقيادتهم، أن الأردن بكل مكوناته وخياراته لا يختلف مع نضالهم من أجل انتزاع حقوقهم، وأن فلسطينيتهم لا تتعارض مع أردنيتنا، بل هي مكملة لها في السياق الطبيعي الذي يجمعنا من أجل المستقبل المشترك الذي نتطلع إليه.
لفلسطين وشعبها الحرية والاستقلال والعودة، وللأردن الأمن والاستقرار والتقدم، لنكون معاً كما نستحق من الكرامة والوطن الدافئ والحلم الجميل.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences