إرث من النزاهة يصوغ الانتخابات

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
افتتاحية- كرستيان سيانس مونيتور

قد تكون الفترة السلمية التي أعقبت انتخابات اليوم الثاني عشر من شهر آب في زامبيا نتيجة مغادرة مؤسس الدولة لمنصبه بهدوء بعد خسارة الانتخابات، بعد أن علم شعبه قوة الكرامة. بعد وفاته في شهر حزيران الفائت، جرت الاشادة بالسيد كينيث كاوندا على نطاق واسع كزعيم رائد في أفريقيا ما بعد الاستعمار. قاد السيد كينيث كاوندا، المعروف باسم كي كي، أمته في زامبيا إلى الاستقلال في عام 1964. ربما يكمن إرثه الأكثر ديمومة في تعليم القيمة العملية للكرامة العالمية المستمدة من الله لشعب حكمته بريطانيا لفترة طويلة. كان السيد كينيث كاوندا ابن أحد الواعظين، وقد جسد هذه الصفة في عام 1991 عندما سلم السلطة بلطف بعد هزيمة مذلة في الانتخابات وقضاء 27 عامًا كرئيس.

كتب ستيفن تشان الخبير في شؤون أفريقيا في إشادة على موقع أفريكان ارغيومنتس الإخباري أن سلوكه اللطيف أثناء هزيمته «غير فجأة كيف رآه الزامبيون. كان الأمر كما لو أن لا شيء مما فعله يعادل مغادرته المنصب بمثل هذه الكرامة». كان عرضه العلني للمساواة بين المواطنين دعوة للوحدة الوطنية. على الرغم من أن نيلسون مانديلا طغى عليه في القارة، فقد أصبح رجل دولة مسناً محبوبًا.

في الأسبوع الماضي، أتى هذا الإرث ثماره في انتخابات 12 من شهر آب، حيث ان الرئيس الحالي، إدغار لونغو، الذي كان يُنظر إلى حكمه على أنه فاسد وشديد تجاه المعارضين، خسر أمام خصمه القديم هاكايندي هيشيليما. كانت نسبة الإقبال كبيرة بما يفوق أكثر من 70?، مع وجود عدد كبير من الناخبين لأول مرة تحت سن 24 عاما. بينما المح السيد لونغو في البداية الى ان اتزوير كان سببب خسارته في الاقتراع، الا انه تراجع بسرعة ووافق على السيد هيتشيليما، واصفا إياه بـ « الأخ» ووعد بالتداول السلمي للسلطة. مثل هذه الأحداث نادرة في أفريقيا. يفوز الرؤساء الحاليون بنسبة 88? من الانتخابات المتنازع عليها.

من جانبه، وعد السيد هيشيليما، الرئيس التنفيذي السابق في شركة محاسبة ومربي ماشية، بحكومة شاملة تنحدر من الأعراق المتنوعة في زامبيا. ولم يكن لديه أي ضغينة بسبب اعتقاله إبان نظام السيد لونغو. التقى الرجلان لبدء الانتقال. وفي خطاب ألقاه، عرض الرئيس المنتخب هيشيليما ذلك على الرئيس المنتهية ولايته، اذ قال: «لن نتولى السلطة لاجل اعتقال من اعتقلونا».

فاز السيد هيشيليما بأغلبية ساحقة بسبب خبرته التجارية ووعوده بمكافحة الفساد وتحسين الديمقراطية في زامبيا وتحريك الاقتصاد الخامل. ومع ذلك، نجح كلا المرشحين، على ضوء سلوكهما بعد الانتخابات، في الارتقاء إلى مستوى إرث كينيث كاوندا من حيث تجسيد الكرامة المدنية.

ستحصل زامبيا الآن على ثالث انتقال سلمي للسلطة بين حزب حاكم وحزب معارض منذ عام 1991. ولا يمكن للعديد من الدول في إفريقيا أن تدعي لنفسها مثل هذا الانجاز. لا عجب أن وفاة كينيث كاوندا كانت تشكل لحظة تأمل ذاتي لسكان زامبيا البالغ عددهم 18 مليون نسمة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences