مقاصف المدارس
الشريط الإخباري :
مقصف مدرسة حكومية يبيع سندويشة الفلافل والمرتديلا والسنيورة بـ70 قرشا أو بدينار.
ولي امر طالب يدرس في مدرسة خاصة ابلغني بشكوى نجله من استغلال المقصف المدرسي، وانه يفرض تسعيرة اغلى من مطاعم بمناطق في عمان.
في المدرسة الخاصة سندويشة الهامبرغر تباع بـ 3 دنانير، وبالاضافة لعلبة كولا وعصير تصل الفاتورة الى 5 دنانير، ولو ان الطالب اشترى شوكولاته وسكاكر
فانها تتضاعف وتصل الى عشرة دنانير، ومبلغ كاف لاعداد طنجرة مقلوبة بالجاج.
لا ادرى، ما الذي يمنع الام من اعداد شاندويشة في البيت، ولفها في ورقة ووضعها كيس، ولياخذها الطالب معه الى المدرسة.
ومن يدرسون اولادهم في مدارس خاصة لا يعني انهم مترفون واغنياء.. ثمة نمط اجتماعي تعليمي انفرض على الاردنيين هربا من التعليم الحكومي، وبحثا عن تعليم عصري افضل ومنافس وخصوصا في المناهج الدولية وتعلم اللغات الاجنبية الموازية.
اعرف اولياء امور متورطين في قروض وغرقانين في الديون ليدرسوا اولادهم في مدارس محترمة. لا احد يقدر حجم المعاناة التي تواجه ارباب الاسر في ظرف التعليم الراهن.
وفوق ذلك.. فاخطر ما يتربى عليه الجيل الصاعد والواعد انماط استهلاك غريبة وعجيبة.. الطلاب في مدارس الدول المتقدمة ممنوعون من تناول اللحوم والزيوت والمواد الغذائية المتخمة والدسمة اثناء الفترة المدرسية.
لماذا لا ياكلون خضارا وفواكهة واطعمة خفيفة؟.. تتخم معدة الطالب في وجبة ثقيلة ودسمة وينام في الحصة، وياخذ قيلولة في حصص الرياضات والفيزياء والكيمياء واللغات، ويقضي اليوم رايح راجع على الحمام.
طعام يعطل التفكير، ويصيب الانسان في رتابة وعجز وخمول.. وزارة التربية والتعليم لا تراقب ماذا يباع في المقاصف المدرسية؟ مواد استهلاكية لا تصلح اطلاقا لطلاب المدارس.
ما حدا فكر في المقصف المدرسي.. ومع الفوارق طبعا ما بين مقاصف المدارس الحكومية والخاصة. قبل عامين دعيت الى مدرسة خاصة في عمان للمشاركة في يوم مفتوح والقاء محاضرة عن الصحافة الاردنية.. تفاجات باسواق تجارية ومطاعم لماركات اجنبية داخل الحرم المدرسي، وتنافس في تقديم العروض للطلاب، وصور الهامبرغر وانواع السنديويشات تطارد بصرك اينما انتقلت.
حقيقة مدارس خاصة اكثر ما تعلم الطلاب الاكل والشرب، ويتخرج الطالب بكرش ورقبة غليظة وبطن منتفخ، ومؤهلات غير صحية. التغذية المدرسية وطعام الطلاب لا تقل اهمية بكل الموازين والتقديرات عن المنهاج الدراسي، وماذا يقرا ويتعلم طلاب المدارس؟.
التعليم ليس مشروع تسمين. واعرف ان كثيرين سيحقدون علي شخصيا، وان «جماعة الطبايخ» وانا اسميهم «البطينية» من يحبون الاكل والطعام ويموتون به، سيشنون حملة وهجموما مضادا وعكسيا، ولاني اصبت روح وصميم وشرعية مشروعهم اليبولوجي والغزائزي الحياتي.
هذا الموضوع هام، واكبر مما تتخيلون.. ويستحق ان نتوقف طويلا عنده. ماذا يشترى الطلاب في المدرسة؟ وماذا ياكل الطلاب في المدرسة؟ ونقول.. اين وزارة التربية والتعليم؟ ولماذا يتركون نمطا استهلاكيا يغزو سلوك اجيال صاعدة وواعدة؟.
فارس الحباشنة