عاد الياسمين الشامي لينثر حبه..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
 امان السائح_نذكر جيدا ومعظم الشعب الاردني يذكر ايضا كم حملنا حقائبنا واهلنا، لنتوجه الى تلك المدينة الوادعة، وهذا الياسمين الشامي، لنتسوق ونتلذذ بالطعام المعجون بالروح والحب، وماء دمشق ورائحة الخير التي تفوح من كل زواياها..
مشهد دخول السيارات، والافراد عبر معبر جابر، هو القصة وانت ترقب من خلال شاشات التلفزة، ومواقع التواصل الاجتماعي، كيف يحزمون امتعتهم ويتوجهون الى حيث قلب العرب النابض بالخير، ارض دمشق وكل ما حولها، التاريخ الذي مر علينا جميعا، دراسة، وأصدقاء، وأقارب، وخير يعم أرجاء الوطن الشامي، اردنيون توجهوا عبر المعبر لحظة فتحه عبر كل التفاصيل، وضعوا مفاتيح سياراتهم داخلها وحركوا بوصلتهم نحو الدمشقيين، ومن يقطن هنالك، جارا وصديقا، وقريبا من الدرجة الاولى ويزيد.

انه المشهد الذي تداعت له الاعين والقلوب بإن واحد، فلا أحدٍ الا واشتعلت مشاعره، تجاه عودة الروح والتبادل الاسري والزيارات، واقتناء الأفضل من السوق الدمشقية، وشراء منتجات بحجم الوطن والحب والأفراد والمنتجات السورية، والدفئ الدمشقي, خرج الاردنيون من منازلهم محملين بطاقات ايجابية وفرح يصل حد الاستعداد غير العادي لزيارة «الشام» التي نشأنا على التعايش معها بوجه العشق والبحث عن ركن دافئ نتصالح واياه مع عقباتنا وعتباتنا، لنكون الأشد حرصا على تفاصيليومنا وسنواتنا.
عادت دمشق لتفتح ابوابها وقلبها للجميع كعادتها، ساحاتها، حدائقها، خيراتها، وحزم كل منا ليس حقيبته، لا بل روحه ليستعد، ليرتب رحلة قادمة، عنوانها البساطة، ولغتها الحب والاسرة، وتغييرالاجواء، ليكون هو السبّاق، لرحلة طالما انتظرها، شعارها البساطة، وقلة التكلفة، والهواء والروح الجميلة.
 انها دمشق يا سادة العالم، انها بوصلة الاردنيين، لكل شيء علاقات، تجارة، منتجات، خير، زواج واسر ممتدة بين هنا وهنالك، وظروف قاهرة وجبّارة حالت دون وقوعها، وكنا ننتظر فتح حدود آمنة، لتواصل لا ينتهي بين شعب اردني وشعب سوري.
 نافذة على الحياة فتحت عبر معبر باذن الله سيكون آمنا امام أي قدم مر من امامه وتمنحه حياة ورغبة حقيقية بالعبور، ممر يفتح باب التواصل والحياة مرة اخرى، لاناس ربما مرت عليهم نحو عقد كامل لم يروا اهلهم وذويهم واصدقائهم، سنوات طويلة دون تواصل دون حب، ودون حتى علاقات دافئة، تعرج على الوطنين الأردني والسوري.
 مشاهد تبعث على مشاعر الوحدة والبعد العربي الذي لطالما حلمنا به، فهي البلد التي تمنحنا عبورا دون فيزا، وبلا طيران، ودون مسافات كبيرة تكلفنا وقتا وجهدا ومالا، وبالوقت ذاته تمنحنا حالة غيرعادية من التواصل الفعلي مع اناس نحبهم وارض وشعب نتعايش معه، ثقافة واحدة، وروح واحدة، ونفس واحد، وأطباق مشتركة، وعهد عائلات وزواج، واسر ربما تشتت بين الاردن وسوريا، بسبب ظروف واحداث بالية اقتلعت الاخضر واليابس.
 عادت دمشق، وعاد ريحان الارض ليمنحنا مزيدا من الحب، عادت الدنيا، لتكون أوسع، وعاد الزمن، ليجعلنا نشم رائحة الياسمين الشامي، وقصص وحكايا باب الحارة، والميدان، وصدنايا، واللاذقية، والحميدية، ومثلجات سورية لا تشبه في روحها شيئا، عادت روح دمشق لتبث في شعب الاردن أملا وطاقة سفر تربينا عليها منذ الصغر، نطلب سفرا فترى الاب يحزم امتعته، ويشغل مفتاح سيارته، ونذهب هنالك والفرح يعمر قلوبنا،،
 انها دمشق وحكاياتها، وروحها التي عادت عند قرار فتح المعبر، انها حكايات طفولتنا التي اشتقنا، انها وهج القادم من التاريخ، انها الياسمينه التي لا تتوقف عن بث اريجها، انها الحكاية وأصلها يا سادتي فقد عادت زيارات دمشق الى احضان شعب تربّى على حبّها..
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences