تحويل النخب الوطنية الى نخب ساخطة مسؤولية من ..؟؟
الشريط الإخباري :
اصيب وطننا الحبيب بداءً عضال تسبب به بعض المسؤولين وبطبقات مختلفه وتمثل هذا الداءُ باستحداث مصنعاً لتحويل النخب الوطنيه الى نخب صاخطه لا يعجبها نهج اداره الدوله حتى وان كانت هي جزء منه في وقت من الاوقات.
وهذه المعضله تتطلب من اهل الشأن الوقوف مليا ومراجعه الامر برؤيه وطنيه صادقه بعيده كل البعد عن الهوى الشخصي او تصفيه الحسابات واكثر المسؤولين مسؤوليه بهذا الجانب هم جماعه الدوله العميقيه الذين لم يسمحو للدخول للمشهد السياسي الا للون واحد فقط تحت ذريعه الاخلاص للنظام السياسي والحفاظ على امن الوطن مما دفع الكثير من الشخصيات الوطنيه الكفوءه والمخلصه للنظام وللوطن بالاعتزال او المناكفه لان ادائهم السياسي قائم على قاعده احترام الرأي والرأي الاخر وليس على القاعده الفرعونيه والمتمثله ( لا اوريكم الا ما ارى) والقاعده الفرعونيه هذه للاسف مستخدمه عند افراد الدوله العميقه الذين امعنو في زياده الشق بين القياده والشعب.
ونحن في هذا الصدد ايضاً لا بد ان نعرج على مفهوم الحواضن السياسيه والذي اعتراه الوهن في دول العالم الثالث ونحن منها ففي الدول المحترمه تتعدد الحواضن السياسيه واخر انواعها هو حاضنه السلطه وفي دول العالم الراقي لا تكون حاضنه السلطه محط اهتمام لاصحاب الفكر المتقدم لان لديهم حواضن اخرى تتمثل في مراكز الدراسات والاحزاب السياسيه ومنظمات المجتمع المدني المتعدده اما في دولنا فلم يسمح لاي حواضن سياسيه سواء حاضنه السلطه وكانت هذه الحاضنه كافيه في زمن سابق لاستيعاب النخب السياسيه والفكريه في متلازمتيين مهمتيين اولاهما مرونه النظام السياسي وثانيهما الاعداد المتواضعه في الاشخاص المطلوب استيعابهم ولكن عندما تطور التعليم واصبح العالم قريه صغيره في توفر المعلومات وبدءت تُضيق الدوله العميقه مساحه استيعاب النظام السياسي للرأي الاخر والتضيق على الحواضن الاخرى التي قد تساهم في تخفيف العبء على حاضنه السلطه واصبحت شروط الدخول لحاضنه السلطه لا ترتقي احياناً لمستوى الفكر الحر والمتقدم والتسحيج السخيف للاسف اصبح هو مفتاح هذه الحاضنه وليس الفكر الناضج المستند للبرامجيه والحلول الابداعيه للتحديات السياسيه والاقتصاديه.
لكل ذلك اصبحت صناعه النخب الوطنيه الصاخطه ماركه مسجله لوطني يقف خلفها فكر ضيق لمسؤولين جاءت بهم الصدفه لموقع المسؤوليه ومما كرس هذه الفكره الخطيره في وطني هو غياب العداله وتكافوء الفرص ومصادره الرأي الاخر وهذه كلها مجتمعه عندما تصبح في وطن ما تشكل ظاهره عندها يتطلب فوراً تدخل العقلاء والغيوريين على اوطانهم ودق الجرس وخاصه عندنا في الاردن نملك نظام سياسي لا يختلف عليه الكثير من ابناء الشعب ولكننا نختلف على النهج الذي احياناً لا يصب في مصلحه الوطن والنظام .
المراجعه الوطنيه اصبحت ظروريه جداً وبعيداً عن المصالح الشخصيه الضيقه وان كان هذا الطرح له فاتوره عاليه عند اصحاب الفكر الضيق والصبياني عند بعض المسؤولين الا ان الوطن وثوابته تستحق منا التضحيه .
والله من وراء القصد
طلال صيتان الماضي