لماذا تم التجديد لـ "مازن الفراية" وزيراً للداخلية ..؟؟

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

خاص- حسن صفيره

عهده الأردنيون بعد إعلان تفعيل قانون الدفاع منتصف آذار العام الماضي، بهيبته العسكرية الرزينة، ووقفته المتأهبة أمام الكاميرات أبان بث التقرير الإعلامي اليومي للمركز الوطني لإدارات الأزمات، كنائب سمو رئيس المركز ومدير عمليات خلية أزمة كورونا .

طيلة شهور واقعة "الجائحة"، كان العميد الركن مازن الفرّاية، رهان الأردنيين في السيطرة على الجائحة، فيما كان يقضي ليله ونهاره في غرفة عمليات السيطرة بمركز إدارة الأزمات، ليخرج إلى الأردنيين حاملا لهم الأمل والسكينة والأمان بأن ثمة فارس يقف كالطود الشامخ كالنسر الجارح لضمان سلامة الأردنيين.

وجهُ مألوف محبب، بسمرةٍ تُخبرك كيف ان العسكرية ابتنت أوطان وعززت قدسية الإنسان، لحين تسارع المشهد الوبائي، وعبرت البلاد موجات وصولات وجولات في مجابهة "كوفيد 19"، عندما تغنّى العالم بالتجربة الأردنية في مجابهتها للجائحة، وظل الفارس الفراية على صهوة حصانه الرهان والحصان معا.

كان رهان القصر واختيار الملك بتسلمه سدة الداخلية باقتدار، فكان الخيار الأمثل لا الرجل المناسب بالمكان المناسب فحسب، فمن أخذ على صانع القرار بعسكرة مجابهة معركة كورونا بعد أن أثبت العسكر بكل تفصيلة من تفاصيل المجابهة بأنهم أهل لها، نجحوا بأن يكون وزير وزارة بحجم الداخلية فردا منهم.

من بدلته العسكرية عالية الوقار  إلى البدلة الرسمية المدنية، وبينهما، كان البعض من حاملي السيوف الخشبية يعقدون رهانهم على فشل الرجل، رهانهم بالبعد الكامن بين العسكرية والعمل الوزاري، متناسين أن الجيش رهان الوطن وملاذ مواطنيه، متعامين عن فكرة أن من حملوا أرواحهم على ؟أكفهم لن يتوانوا عن حملها لأجل الوطن و المواطن في جائحة صحية، وهم من تأهبوا وأفنوا سني شبابهم في الذود عن الوطن وساكنيه على الجبهات الشمالية والشرقية حين كان يتهدد الأردن قلاقل وحرب وارهاب .

مطلع آذار الماضي، وبدخول الفراية الفريق الحكومي ضمن التعديل الأول الذي أجراه رئيس الحكومة د.بشر الخصاونة، كان وقع الخبر مدويا لجانبين، لجهة قدرة الفراية ونجاحه في إدارة ملف كورونا على الصعيد التنفيذي واللوجستي الذي بذلته القوات المسلحة الجيش العربي بحرفية أذهلت العالم، فإذا بالرجل في سدة الحكومة، يصر على إذهال العالم ثانية، وقد نجح بأن يكون ابن حكومة كما نجح كإبن وطن وجيش.

رجل المهمات الصعبة والشائكة، مارس مهام منصبة بصورة انتزعت استحسان حاسديه قبل مؤيديه، وقد بدا تماما كأنه رجل الداخلية الأول، وليس  رجل البدلة العسكرية الذي خَبُرَ العمل العسكري فحسب، في الجانب الثاني، صعق الفراية من راهنوا على عدم قدرته على ادارة وزارة بحجم الداخلية، وقد شهدت قلعة الحكومة بعهده حالة تفرد وابداع في اتخاذ القرار سيما ونحن نتحدث عن ادارة الجبهة الداخلية بعد تعطل الحياة الاقتصادية والاجتماعية لاكثر من عام ونصف العام، ما افرز تحديات جسام قادها الفراية بحجم رهان الملك والوطن والاردنيين معا.

الفراية الذي سبق له أن رفع منسوب شعبية حكومة الخصاونة،  والذي سبق له أن أدار معركة كورونا كما تُدار المعارك الحربية بحرفية عالية أصبح ودون أدنى شك من مقومات الثقة الشعبية بهيبة الدولة وهيبة الحكومة ولا انتهاءً بهيبة وزارة الداخلية، ونجح تماما من الإفلات في فخ البيروقراط والاستقطاب السياسي، فكان أن توشح اختيار الفراية ثانية بالإرادة الملكية السامية، ببقائه على سدة الداخلية في التعديل الأخير ليوم أمس، ليتأكد للأردنيين بأن فارس قلعة الداخلية هو ذاته فارس الوطن العسكري العميد الركن مازن الفراية رجل الداخلية الأردني الأول .

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences