الوزير وجيه عزايزة (أصاب) وعامر الرجوب (يردح) وصفقة الـ 10 مليون لن تمر يا تلفزيون المملكة ...
خاص- حسن صفيره
عاصفة مدارية أحدثها وزير النقل وجيه عزايزة ليلة أمس ، قلبت أوراق وبعثرت مخططات وأحبطت اكبر عملية غير قانونية في قطاع النقل الاستثماري، من شأنها تفويت مبلغ عشرة ملايين دينار على الخزينة زورا وبهتانا !!
الوزير عزايزة، وخلال مداخلة له مع مقدم برنامج صوت المملكة، كشف للشارع الأردني تفاصيل المخطط، والذي سعى من خلاله مستثمر "التكسي المميز"، لتسخير طاقاته وجهوده في تمرير صفقة غير قانونية بتحويل مشروعه من "التكسي المميز" إلى"التكسي الأصفر"، كاشفا عزايزة محاولة استغفال المستثمر للدولة، حيث تكلفة طبعة سيارات المميز بعشرة آلاف دينار للمركبة الواحدة، نظير 35 الف لمركبة الأصفر، وبحاصل مجموع عشرة ملايين دينار، عن ٤٠٠ مركبة فقط وفي حساب علم المحاسبة، تصبح المعادلة ( 10 مليون دينار من حساب الخزينة الى حساب المستثمر)!! هذا ناهيك ان هنالك ٢٠٠٠ تكسي مميز تتبع لشركات أخرى سيتم معاملتها بنفس الطريقة.
المذيع الحكومي عامر الرجوب، والذي بدا واضحا تحيزه لصالح صاحب التكسي المميز، كان قد اتفق مع الوزير العزايزة قبل بث الحلقة وتحت الهواء على تقديم العزايزة مداخلة واحدة توضح موقف وزارة النقل، وهذا ما كان لحين جاول الرجوب جر الوزير العزايزة لحفلة نقاش بيزنطي، لملف قال الوزير بشأنه انه بين يدي الوزارة منذ ستة شهور، مع ما اشار اليه العزايزة الى حالة الاجحاف لمن دفغ كلفة طبعة للتكسي الأصفر بقيمة 35 الف دينار، مطالبا الرجوب الوزير بالمقابل (أن يمرقها) !!
العزايزة، الذي أوضح وأصاب وتحدث بلغة ديبلوماسية لانهاء الاتصال بعد ان نفذ الاتفاق بتقديم مداخلته، وفي اشارة منه لوقف الجدل، زاد بلغة مسؤولة بضرورة تبيان موقف الوزارة لحلقة كاملة لا اتصال على الهواء، وانسحب بكامل الاحترام والتبجيل، ليبدأ المذيع الرجوب بـ "وصلة ردح" من العيار الثقيل، حملت مضامين معيبة قال بها الرجوب متسائلا (ما بدري من وين جاي) ويقصد الوزير العزايزة.
الوزير العزايزة، جاء من رحم هذه البلد، وتسلم مهام ومواقع لم تصل للرجوب الذي أمتهن "الفعلوة الإعلامية"، الوزير العزايزة وحين تسلمه وزارة التنمية الاجتماعية شذب وطهر دور رعاية اصحاب الاحتياجات الخاصة بعد حادثة الاساءة التي تعرض لها احد النزلاء وتناولتها في حينه فضائيات عالمية من بينها ال بي بي سي، لتتناقل الفضائيات ذاتها انتفاضة الوزير وتصويبه للاوضاع بصورة تترجم المقولة الملكية (ارفع رأسك أنت أردني).
الوزير عزايزة، كان الأحرص على مستقبل الأردن الإصلاحي، وترجم موقفه مع المذيع الرجوب الدور المطلوب من كل وزير ومسؤول بالتزامن مع المطلب الملكي بتحديث المنظومة السياسية التي عمادها محاربة الفساد والفاسدين.
بين "التكسي المميز" و "رخصة أمنية للإتصالات" من يخدم من ؟
حادثة الرجوب والتكسي المميز، تُعيدنا لاستحضار حادثة المستثمرين (مايكل داغر وفؤاد الغانم) اللذين حققا ثروة كبيرة من بيع شركة أمنية للاتصالات الخلوية الى شركة بحرينية بمبلغ 415 مليون دينار ، مقابل تكلفة شراء رخصة تشغيلية لم تتجاوز الـ 5 ملايين دينار، ما فوت على الخزينة نحو نصف مليار دينار ، في صفقة اثارت الرأي العام الاردني حينها وجرى فيها تحقيق من قبل مجلس النواب وطوي بدون نتيجة تذكر !!
فهل يسعى صاحب التكسي المميز والمذيع الرجوب لتكرار الحادثة على حساب الدين العام وعجز الخزينة وقبلا على حساب قوت الأردنيين، سيما وأن ثورة المذيع الرجوب الذي اصطدم بحنكة الوزير الذي وجه له صفعة غير مسبوقة ازاء محاولته خدمة صفقة سيدفع ثمنها حتما الاردنيين.
موقف الوزير عزايزة أكد أحقية بقائه ضمن الفريق الحكومي بعدم خروجه بالتعديل الوزاري الذي جرى يوم امس، ولترتد "مسرحية الرجوب والتكسي المميز" إلى نحر قناة المملكة التي جرها الرجوب الى مسار التنفيع وخدمة رأس المال الفردي على حساب المصلحة الوطنية بكل تفرعاتها .