عنف انتخابي
الشريط الإخباري :
فارس الحباشنة_لطالما ارتبط العنف والمشاجرات والتزوير والاحتجاجات والتكشيك بالنتائج بالانتخابات النيابية والبلدية .
و في الاونة الاخيرة، وبعد رفع حظر كورونا عن انتخابات النقابات والجمعيات والاتحادات، واعلان اجراء انتخابات لجمعيات تحولت الى معارك ومشاجرات واعمال عنف، واعتداء بالضرب والتكسير، وغير ذلك .
انتخابات جمعية المطاعم السياحية شهدت صدامات ومشاحنات، واعتداء على مترشحين، واجبار اعضاء بالجمعية بالخروج من صالة الاقتراع، ومنعهم من المشاركة في الاقتراع، ومنع مرشحين من الوصول الى صالة الاقتراع .
و كما تابعنا ايضا في اخبار وقائع مماثلة وطبق الاصل « كوبي بيست « لانتخابات جمعيات واندية رياضية تحولت الى مهزلة، واتهامات متبادلة بالتزوير واعلان للنتائج تحت ضغط العنف والابتزاز الانتخابي .
ويكاد هذا الحال الانتخابي ينسحب على نقابات عمالية ومهنية . واشبه ما يكون تعبير واضح عن الامراض العميقة والساكنة في بعض الهئيات العامة للنقابات والجمعيات والاتحادات، وما يسيطر على اتجاهاتهم الانتخابية من جهوية واقليمية، وتحزبات ضيقة الافق تتحرك تحت تاثير نوازع لا تؤمن بسلمية الاقتراع وسلامة العملية الانتخابية .
العنف الانتخابي الممتد في جمعيات واندية رياضية صورة تعبر عن نكوص للديمقراطية الاردنية . التمرين الانتخابي عامودي، والانتخابات القطاعية والنقابية تكرس لقيم ومعايير ومبادئ للديمقراطية وفكرة الاقتراع، وشرعية صندوق الاقتراع، ومبدا التمثيل الديمقراطي، وخيار التصويت عبر صندوق الاقتراع ليكون فاصلا وحاسما في مبدا وفكرة التمثيل .
ثمة ما يوجب البحث ودراسة ظواهر العنف الانتخابي وما يقف وراء الردة على قيم واصول ديمقراطية الجمعيات والاتحادات والاندية . فليس من الضروري ان يكون رجال الامن والدرك متلازمة حتمية لاي انتخابات، فاتركوهم لانتخابات النيابية والبلدية واتحادات طلبة الجامعات.
وما يضعف اي انتخابات سواء كانت نيابية او بلدية او انتخابات ل»مختار حارة» غياب البرامج والتنافس البرامجي، وانحصر الانشغال بالانتخابات من جوانب وزوايا جهوية واقليمية وتحشيد على معايير وقواعد خارجة عن الاصول السياسية لاي لعبة انتخابية .
لربما ان منظري الاصلاح السياسي ولو تنبهوا بالاول الى ثقافة وقيم ومعايير فكرة الانتخاب وصندوق الاقتراع، وكيف ينظر المواطن الاردني الى صندوق الاقتراع، وهل يكتسب صندوق الاقتراع مشروعية سياسية وشعبية ؟
سؤال مركزي يفوق بالحساسية والحيوية الوطنية اي كلام عن قانوني انتخاب واحزاب، وتمكين سياسي وغيرها من العبارات.
منع اجراء الانتخابات بسبب كورونا قد انتهى، وهنالك عودة تدريجية لانتخابات النقابات المهنية والعمالية والجمعيات والاندية، وكما اعلنت الحكومة عن العودة فانها مشروطة باوامر وتعليمات وشروط بروتوكولية صحية .
و منسوب العنف الانتخابي من مشاجرات واعمال عنف وتكسير وغير ذلك. السؤال عنه مفتوح، ومرهون بقادم الايام.. وماذا تحمل صناديق اقتراع نقابية من مفاجات عنيفة وصادمة تسبق وصول المقترعين الى حاجزها .