الباشا د. اسماعيل الشوبكي الفارس الجنوبي الذي عَهِد عراقة الشوبك وعرفته مؤتة الكرك سيظل الأبن الوفي للملك والوطن ..
خاص- حسن صفيره
في الذاكرة الجمعية لعموم الأردنيين من أبناء هذا البلد، ظل وقع الجيش ملازما لمعاني ومضامين العزة والكرامة، كما بقي مفهوم الجيش الوجه الآخر لقداسة الوطن وقيادته وشعبه، أمانة حملها العسكر الأردني بكل المواقع والمحافل، وطيلة سني عمر الدولة منذ نشأتها على يد الشريف حسين بن علي آوائل القرن الماضي.
في الأردن، ثمة رجالات صانوا العهد والوعد، وبقيوا على تماس لصيق بمعاني الجندية وقداستها، سكنتهم العسكرية كبوحٍ معلق على أطراف الروح، لا يستقيم الفرد منهم إلا باستعادة أنفاس الأمس القريب، فيما هم جنود يتمترسون على أطراف الوطن في البوادي وعلى الجبهات العسكرية، لتظل الجندية مداد الروح ونبض القلب.
في المدونة العسكرية الأردنية، أسماء حفرت عميقا في منحوتة الحالة الأردنية كدولة فيها الجيش هو الكيان الأول لديمومة الوجود، وفيها برزت أسماء من يشبهون الوطن ، وبقيوا الجنود الأوفياء داخل وخارج العسكرية كما هو الحال لدى اللواء الركن المتقاعد مدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى إسماعيل الشوبكي الأكاديمي العسكري صاحب الماجستير في العلوم العسكرية والإدارية وماجستير الدراسات الاستراتيجية .
رجلٌ تنقل في مواقع قيادية من قائد فصيل الى قائد منطقة عسكرية، فآمر كلية العلوم العسكرية في جامعة مؤتة ، فنائب رئيس جامعة مؤتة للشؤون العسكرية، ومن ثم قائدا للمنطقة العسكرية الشرقية ، لحين خرج الى التقاعد عام 2015 برتبة لواء، ومنها بدأ عسكرية من نوع آخر، وقد ظلت الجندية الممزوجة بدمائه تفرض عليه أن يكون الرجل الأول في الميدان والعمل العام، لحين صدور الإرادة الملكيّة السامية بتعيينه مديراً عاماً لمؤسسة المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى.
اللواء الشوبكي، وكما أمضى سني عمره في السلك العسكري الذي التحق به آواخر السبعينيات، وكان خلالها الجندي الأشرس في كل الأمكنة التي تشرف بها بالخدمة العسكرية مثال الضابط العسكري المسؤول الواعي لحساسية موقعه وجسامة مهامه، أدار بكفاءة واقتدار المؤسسة الجامعة للمتقاعدين العسكريين بذات الوتيرة التي احتكم اليها في إدارة مهامه العسكرية أبان خدمته، وهو الذي تسلم قيادة أخطر المواقع العسكرية على الجبهة الشرقية، التي تعد الجبهة الأعقد والأخطر لجهة وقوعها على خطوط التماس مع دول الجوار التي تشهد حروبا واقتتال وجماعات إرهابية وميليشيات مسلحة، أعجزت جيوش الدول الكبار لكنها لم تُعجز اللواء الشوبكي، لتكون جبهتنا العسكرية الشرقية بؤرةً عصية فولاذية وسياجا آمن لأمن الأردنيين واستقرار وطنهم.
في عرينه وبموقعه مدير المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامىامى، جيداً التوجيهات الملكية السامية في الدور الموكول للمؤسسة ، لتقف إدارته بتعزيز الأدوار المناطة بها لخلق المناخ المعيشي الأمثل والذي يليق بمن أفنوا حداثة سنهم في سلك القداسة الجيش، فكانت آليات التطوير لعمل ومشروعات المؤسسة ما أسهم في رفع طاقة انتاجيتها لتعود بالنفع المتوخى للمتقاعدين وأسرهم وللمجتمع بصورة عامة .
تسعى المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، وعبر منظور مديرها الشوبكي" لتطبيق رؤية جديدة للنهوض بعمل الجمعيات لتكون أكثر فاعلية حيث تعد هذه الجمعيات التعاونية ابرز منجزات المؤسسة، والتي أوجدت برؤية ملكية سامية لخلق فرص عمل للمتقاعدين والاستفادة من خبراتهم والمساعدة في تنفيذ خطط التنمية في المملكة للمساهمة في التنمية وتعزيز مبدأ التعاون في العمل والحد من الفقر والبطالة، انطلاقا من أن هذه الشريحة هي الأكثر معرفة ودراية باحتياجات مجتمعاتهم المحلية".
على الصعيد المؤسساتي، تفرد الشوبكي في الحفاظ على مكتسبات المتقاعدين، ومارس صلاحياته في توفير كل السبل المتاحة لتحسين واقعهم، ووقف متابعا لأدق التفاصيل لتنفيذ المكرمة الملكية المتمثلة ببرنامج دعم رفاق السلاح، الذي أطلقه جلالة الملك عبدالله الثاني، مطلع العام الحالي، وأشرف على إعداده ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، بما يحمله من مشاريع تترجم حالة الاستحقاق التي تليق بمحاربينا القدامى.
الشوبكي، والذي يسير بخطى واثقة عمادها خبراته الوطنية في إدارة الشأن العسكري، حمل مؤسسة المتقاعدين العسكريين إلى منطقة بيضاء، فيها من الانجاز المتعاظم خدمةُ للمتقاعدين وتحقيقا لآمالهم بمؤسستهم الجامعة والحاضنة، فكان اهتمام قيادة هيئة الاركان المشتركة بزيارة اختصها رئيس هيئة الأركان المشتركة، اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، الذي أبدى ارتياحه للخطة العامة لتنفيذ التوجيهات الملكية، ودعمه المطلق للمؤسسة لتقوم بالمهام المسندة إليها خير قيام، ولتحسين نوعية الخدمات المقدمة للمتقاعدين العسكريين، والمساهمة في ايجاد المزيد من فرص العمل لهم ولأبنائهم، ومشيدا بالدور الريادي الإبداعي لمدير المؤسسة الشوبكي في تطوير آلية تنفيذ التوجيهات الملكية السامية، لتعزيز دور المؤسسة وإجراء التعديلات على قانون المؤسسة وهيكلها التنظيمي وحوكمة أعمالها.
اللواء الركن المتقاعد د. اسماعيل الشوبكي، الفارس الجنوبي الذي عَهِد عراقة الشوبك، وعرفته مؤتة الكرك، سيظل الأبن الوفي لمليكه ولوطنه الأردني، مناصرا لقضايا زملائه رفاق السلاح، ومتوجا قداسة موقعه بالرؤية الملكية الثاقبة التي حطت به في موقعه حارسا أمينا لكل جندي أردني أبنا أو حفيد من رفاق السلاح، لجيشٍ حملَ اسمه المنعةِ والشرفٍ، على أسوار القدس حفر لنا بعمق التاريخ سيرة جندٍ وعسكر، في باب الواد واللطرون، هتفت البنادق قبل الأرواح بـ الله أكبر.