الأستفزاز ... لغة ونهج الضعفاء

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
محمد علي الزعبي 
ما افهمه وما هو واضح وضوحاً لا غباش فيه ، ان الهوس وجنون العظمة لدى البعض ، والسعى وراء كل  الانماط  الاستفزازية والعبثية  ، من ادنى درجاتها لاقصاها  ، هي محاولة توريط الاخرين بالرد بنفس الطريقة  ، وهي طريقة تنم على عدم مقدرة الشخص المستفز بموقعه ومكانته والمكان المتواجد به  ، وسؤ ادارته وطريقة طرحه للامور  ، وعجزه كلياً عن فهمه عن الاسباب الموجبة في التاخير والتنفيذ  ، فليست من صفات المؤسسات والاشخاص الذين يديرون المؤسسات محاولة المماطلة ويسعون لتحقيق ما يستطيعون  ، فكل انجاز يسجل لهم ويسعون الى تحقيقه لغايات ان كانت انسانية او ما فرضه الواقع المحتوم عليهم  ، فالابواب مشرعه لك منتقداً بادب دون اذى لفضي وعدم التصيد بالمياه العكره  ، فهي اطباع ليست من اطبعنا ولا من عاداتنا المورثه  ، وليست من اصول المخاطبات والتعامل ان تكون مستفزاً  ، متعنتاً في الراي غير ابه لما حولك  ، ساعياً الى الشعبويه على حساب الاخرين  .
الاستدراج في الاستفزاز تعمى بصيرة البعض عن تفاصيل كثيرة وتجاهله في  معرفة المعايير الواقعية ، فتلك الاوهام وجنون العظمة ، وعدم الاعتراف بواقع الحال وعدم احترام الاخر  ، والاستهتار والاستقواء على الاخرين محتمياً بما لديك  ، وسؤ تقديرك لمن تجالسه وتحاوره  ،  صفة من صفات الضعفاء ، فلا تعيش في اوهام القوة ، فانت اضعف مما تتوقع ، فالحوار ميت ما دامت الكلمات لا ترقى الى مستوى الحديث والنقاش وادب الحوار الداير بيننا ، سؤ كان الحوار اجتماعي او سياسي او عام  ، لذا وجب علينا منهجية الطرح وقبول ما لدى الاخر من طرح عملي ومنهجيه اداء .
الكثير منا لا يعرف كيف يعوم الى عمق الرشاقة وانتقاء الكلمات ، فعملية الانفصال عن الذات يتطلب عوامل ثقافية واجتماعية يقررها العقل بكل بساطه ، فهي تولد العنف والانفصال عن الذات ، وهي ما ينتج عنها شخصية هزليه ناقمه يتقمص من خلالها شخصية القوة والمتانه .
اما اساليب الاستفزاز والطغى والتطاول والتجبر وهذا ما نشهده في هذه الايام  من البعض ، ليست الطريقة المثلى للحصول على ما يخدم مصالح الناس ويحقق الرغبة في الانجاز والتعاطي مع مجريات الامور والرؤية الشفافة لخدمة الوطن ، بحيث يكون الرد عليه بطريقتين  ، اما رداً ضمن الاطر الرسمية  وياتي بحجم الاساءة بعد ان ينفذ مخزون الحلم ، والثانية تكون رد آني بنفس اسلوب المستفز ، فلكل رداً في حينه له مبرراته  .
لماذا نطرق ابواب الجفى والتباكي على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية ولما هذه الهجمه الغير منطقيه بعيده عن العقلانية والرشد  ، لماذا لا نقبل  الملموس والحقيقة  ، لما لا نقبل واقعنا  ، ونرضى بما قسم ، وعلينا  كذلك ان ندرس قبل ان نطرح مواضيعنا ، ونتطلع الى حياة مشتركة نسعى من اجل وطن ومن يعيش في اكنافه ، بعيداً عن الاستفزاز والنكران  .
تواضع وأنت تتحدث عن نفسك ..خصوصاً فيما يتعلق بقدرتك على الصمود أمام شبهة أو اختبار ..ذلك أن التجارب تثبت وعلى مر التاريخ، أن سقط أناس في هاوية الخسة والمجون ان تبتعد عن امثالهم ، فالأفضل من ذلك أن تدعوا الله أن يجنبك الفتنة والاختبار، وان يلهمك الصمود أمامها، إن كان وقوعها مقدر ،  حيث نُقابل في حياتنا أشخاصاً بأنماط متنوعة من الشخصيات، منها المُسالمة المُحبَّبة التي تجذبنا وترتاح نفوسنا إليها، ومنها من لا يروق لنا التعامل معها، كالشخصية المُستفزَّة التي قد نُصادفها في العمل  أو في مكان عام، هم خلقوا للستفزاز البشر .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences