فساد سياسي
الشريط الإخباري :
فارس الحباشنة _ليست نكتة، وزير ثقافة أسبق طلب دعوة الفنان التشكيلي الاسباني بيكاسو للمشاركة في معرض فني.
يتعذر أحيانا رصد أخطاء السياسيين: وزراء ونواب واحصاؤها رغم أن الفضول الصحفي والشعبي يستمتع ويستلذ في تتبع هكذا أخبار.
ومن أحد المفارقات المتداولة أن وزيراً سابقاً للمالية اعترض على طلب نيابي لإنشاء مدينة حرة في الموقر، وامتد الموضوع ليصل الى لقاء جمع الراحل الملك الحسين «طيب الله ثراه» مع الحكومة والنواب، وسأل الملك وزير المالية ما سبب اعتراضك على إقامة المنطقة الحرة، فأجاب الوزير «ان الموقر لا تبعد عن العقبة 10 كم، ولا داعي لإقامة منطقتين حرتين ضمن نفس المسافة «.
ومن الطرائف الحكومية، أن واحداً من أمناء عمان السابقين في لقاء شعبي مع فعاليات ووجهاء عشائر من عمان وأطرافها.. استهجن من كلام الحضور عن منطقة عراق الأمير، وجاء في رده.. أليست موجودة في اربد؟!
والأمين ذاته، وطلب منه رعاية حفل ثقافي عن الشاعر الأردني مصطفى وهبي التل «عرار»، واعتذر عن المشاركة، وطلب من الإدارة الثقافية في الأمانة بأن تهتم بالشعراء الأردنيين، وكما تبين أن عطوفته لا يعلم أن «عرار» شاعر أردني، ولربما كان أول مرة يسمع به.
رئيس جامعة أسبق، نشر أبيات شعر على «الفيسبوك» بمناسبة وطنية ما، ونسب رئيس الجامعة أبيات شعر المتنبي لنفسه.. وقامت الدنيا ولم تقعد في الأوساط الأكاديمية، وبعدها اعتذر الرئيس، وقال ان صفحته قد تعرضت لاختراق وهجوم الكتروني .
هذا هو الفساد السياسي، وهو من ألعن وأخطر وأوسخ أنواع الفساد.. فساد أخطر ممن يسرقون جيوبنا وينهبون المال العام، وفساد يجعلنا نقول لسارقي المال صحتين وعافية، وانه فساد يمتهن العقول والكفاءات والابداع والمبادرات.
الفساد السياسي ينمو ويكبر ويتضخم بالتحالف مع الجهل والتخلف. حصر الفساد بالاقتصادي والأرقام وحرمنة وسرقة المال العام إساءة للفساد. الفساد الأقوى اليوم بامتهان العقول وتبخيس العلم والمعرفة، والتعامل مع المثقف على أنه مجنون ومنحرف، وعايش خارج عصره، وأنه مهموم أضاع عمره في أوهام وأغاليط كبرى .
في الفساد السياسي عليك تعلم الجهل والانحطاط والرداءة، وكيف تكون غبياً وعقلك وتفكيرك بليداً؟
فساد أوصل الداء إلى بيت الدواء.. السيد المسيح سأل ماذا سوف يملح الإنسان إذا ما فسد الملح؟ سؤال عدمي.. الملح الفاسد هو العقل والضمير والأخلاق والثقافة والوطنية، وهذا الفساد اللي يوصل الثقة العامة إلى الحضيض والجحيم، ويقتلها في الشارع العام.
الحرامي وسارق المال العام يمكن أن يعتذر ويمكن أن يعيد المال العام، ويمكن أن يحاكم ويخسر امتيازاته ومكاسبه، ولكن ما زرع ووطّن الغباء والجهل والافلاس الروحي والثقافي والمعنوي، فكيف يمكن أن يحاكم؟