أخطر ما سرب من «صفقة القرن»

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
د. فايز بصبوص الدوايمة

لیس مستغربا على رئیس وزراء الكیان الصھیوني ان یقوم بخطوات مغامرة من أجل توظیفھا في حملتھ الانتخابیة وان كل اشكال التصرف في المواقف التي أسس لھا على یدي قوى الظل الصھیونیة تصب في خانة تعمیق الوعي المتطرف والعصبوي وكره الآخر في المجتمع الصھیوني المستعدة دائما لامتصاص سموم الجمود العقائدي والنرجسیة الوھمیة، لكن عندما نرى الصورة بشمولیتھا نرى أن كل من یعتقد أن تصرفات ھذا الدموي تأتي بناء على حسابات شخصیة تخص حشد التأیید لھ من الانتخابات القادمة من المتطرفین الصھاینة فھو مخطئ تماما فالتوقیت فقط في طرح الموضوعات ھو الذي خدم ھذه .الرؤیة الحقیقة المطلقة ھي أن ھذا التوجھ ھو خطة قامت على استغلال الواقع العربي للتسارع في إنجاز ھدف الحركة الصھیونیة العالمیة بالسیطرة على المنطقة كاملة فعندما أعلن نتانیاھو أنھ مستعد أن یدخل مغامرة ضم الحدود الشرقیة للضفة الغربیة وھو التحدید الحقیقي لمفھوم ضم الأراضي في غور الأردن والبحر المیت الخاص بسیادة السلطة الفلسطینیة، نعم ھي عبارة عن تجسید لمنطقة آمنة حدودیة تفصل فلسطین عن حاضنتھا العروبیة الاصیلة في الضفة الشرقیة من نشامى أردننا الحبیب، لأنھم على قناعة مطلقة أن ھذا التلاحم شكل دائما ویشكل حالیا وسیكون مستقبلا الصخرة التي تتكسر علیھا كل ما یحاك من مؤامرات لطمس الھویة الفلسطینیة وطمس الھویة الأردنیة وإعادة تشكیل المنطقة ضمن إطار الوصایة الصھیونیة من خلال تطبیع تحت غطاء تكنلوجي وخطوط تقاطع اقتصادیة منھا الغاز وغیره وغیره، ففي سیاق كل مرحلة التفاوض لم یستطع الصھاینة أن ینتزعوا أي تنازل من الأردن عن قضیة السیادة الفلسطینیة على الحدود مع توأمھ أردن العروبة وھنا المغزى والجوھر ففي كل مراحل التفاوض كان الأردن یرفض الحدیث عن السیادة الحدودیة مع الصھاینة مطلقا لأنھ لن یقبل ان یقطع الجسم العربي من خلال امتدادات تحت أي شعار كان أمنیاً أو لوجستیاً كل ذلك یعتبر من خلال صلابة الموقف .الدبلوماسي الأردني غیر خاضع للتفاوض اذن فالتوظیف الانتخابي لكلام رئیس الوزراء الصھیوني نتانیاھو شيء طبیعي وھو جزء لا یتجزأ من مخططھ الشخصي ولكن تسلیط الضوء على ذلك باعتباره الھدف الأساسي للتصریحات یعتبر تغیبا متعمدا او غیر معتمد للتجلیات الحقیقیة لصفقة القرن والتي نرى ترجمتھا العملیة على الأرض فعلى كل من یحاول قراءة تطورات المستجدات السیاسة في المنطقة ان یرى ذلك من خلال عیني جلالة الملك المفدى وقراءتھ الاستشرافیة لأي تطور سیاسي حدث او .سیحدث ونعني ھنا شمولیة الرؤیة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences