لاجئون عرب

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
فارس الحباشنة _في ازمة اللاجئين العالقين على الحدود بلاروسية / البولندية .. هو?لاء اللاجئون من جنسيات عربية : عراقية وسورية ويمنية وليبية، دول الربيع العربي المشؤوم .

وقد جاء يوم، واصبحت الشعوب العربية مشردة ونازحة . و قبل عقود من كان يتخيل ولو في الاحلام ان سياتي يوم يصبح المواطن العربي..

العراقي والسوري واليمني والليبي خبرا وقضية نزوح وتشرد في الاعلام .

الشعب الفلسطيني شرد ونزح من اراضيه بقوة احتلال اجنبي وغزاة صهاينة .. وتربت اجيال عربية على ان وعي التحرير والاستقلال بالتخلص من الاجنبي وغزاة الارض العربية .

تربينا ان العدو هو اجنبي، وتربينا سياسيا ان التحرير الوطني من الغزاة والاحتلال، من احتلوا واعتدوا على ارض عربية ..انقلبت المفاهيم ومعانيها، وعادت الشعوب العربية مشردة ولاجئين مبعثرين على رقع الكرة الارضية، يبحثون عن ماوى وملاذ، وارقام موتى في سجلات الهجرات غير الشرعية .

نضحك على ذقوننا، ونبحث عن انتصارات تعويضية في كرة القدم والرياضة، واحتفالات واوهام من الماضي لفتوحات ونصر عربي واسلامي كبير وقع قبل الاف السنين، ولم يبق من اثاره غير اوراق وخطوط على رقاع كراسات كتب لا يقراها احد في الجامعات والمكتبات.

نفرح لانتصارات رياضية عربية، انتصار الفريق الاخ على شقيقه ..و نفرح ونحزن لانتصار وهزيمة ابناء العمومة على بعضهم البعض ..و ننسى كيف ناكل لحوم بعض، وكيف سلخنا الغرباء والاجانب واستوطنوا في الاحشاء العربية، ومزقوا الجغرافيا، وقزموا حلم العرب من الماء الى الماء ؟

واي زمن عربي هذا .. تحولنا الى اقوام مشردة ولاجئة .. وغرباء في اوطانهم .. وبلاد العرب تحولت الى ارض يباب وخراب وفوضى، وتشتم روائح الموت الجماعي، ومقابر جماعية لموتى ابرياء لا حول لهم ولا قوة، والجامعات والمدارس ورياض الاطفال تحولت الى سجون ومراكز اعتقال .

وفي حقيقة ازمة اللاجئين العرب على حدود بلا روسية، ورفص بولندا لدخولهم اراضيها، واستغلال الاتحاد الاوروبي للقضية سياسيا، والضغط على روسيا.

الحقيقة سقطت وتعرت .. والانسان عربي دون مساحيق تجميل واقنعة هو مشروع لاجئ ولاجئ منبوذ ومكروه، ومطرود من وطنه وهويته، وتقذفه الجغرافيا العربية المفككة و المتسلطة .. وهذا هو الاتحاد الاوروبي من يتغنى ليبراليو مراكز التمويل والدبابات الغربية في انسانيته ودفاعه عن الديمقراطية و حقوق الانسان والعدالة الانسانية .. فماذا فعل بلاجئي بلا روسيا ؟
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences