التطبيع ورموز وطنية أردنية
الشريط الإخباري :
فارس الحباشنة _ما بعد «فيلم اميرة «،واعلان النوايا بين الاردن واسرائيل.. ثمة اسئلة كثيرة عادت الى السطح وتطرح نفسها بالالحاح حول حوداث سياسية اردنية وعربية، ولا سبيل من تجاهلها وعدم تداركها في اجابات واقعية وشافية عن التطبيع .
الاردن وقعت اتفاقية السلام وادي عربة مع إسرائيل في 1994، وتجربة السلام الاردني / الاسرائيلي على مدى ربع قرن خالفت كل الرهانات على السلام «الهاديء والناعم «، قوة الرفض الشعبي كانت قوية وحاسمة، وتصدرت قوى سياسية وشعبية ونقابية وحزبية في كل الاتجاهات مقاومة اي اندلاق نحو التطبيع.
اسماء كثيرة لشخصيات وطنية اردنية تصدرت مشهد الاحتجاج على التطبيع .. احمد عبيدات « رئيس حكومة سابق، وليث شبيلات ورياض النوايسة . وعبيدات سياسي محنك بالمعنى الاصطلاحي عرف كيف يرسم قواعد سياسية وشعبية للاشتباك مع السلام والتطبيع مع اسرائيل .
وافسح عبيدات المجال لتكون حركة مقاومة التطبيع شعبية، ولم يترك المجال لدعاة السلام ومروجي التطبيع بان يملؤوا الفراغ، ويستغلوا ظروفا ومتغيرات سياسية داخلية واقليمية، ويمرروا مشروعهم التطبيعي، ويركنوا الى ادوات السلام الناعم والدافيء، ويتغلغلوا الى الاقتصاد والمجتمع والاوساط الثقافية والاعلامية، والقوى الناعمة .
حسابات القوى الاردنية كانت حساسة جدا ازاء التطبيع واتفاقية السلام مع اسرائيل .. ولربما ان شخصيات سياسية اردنية دافعت بصلابة وعناد وشراسة وطنية، وفي محطات دفعوا ثمنا باهظا لمواقفهم المناهضة للتطبيع والسلام، وبقوا في خندق ممانع في العلاقة مع اسرائيل .
الوقوف في صف ممانعة ومناهضة التطبيع بلا شك يخلف خصومات وعداء .. وما ادركته قوى وطنية اردنية مبكرا ان التطبيع والسلام سوف يلحق اضرارا فاجعة كبرى على الاردن قبل فلسطين، ومصيره الوطني والسياسي والهوياتي .. وان الاردن خاسر من السلام، وتسويات الحل النهائي المصابة بعقد تصفية القضية الفلسطينية على حساب الاردن «الحل الاردني»، وهذه مفردة قديمة في معجم الحل السلمي الامريكي / الاسرائيلي .
وما لا يدرك في موجة السلام العربي الجديد .. ان الشعوب العربية مهما حاولوا ترويضها وتدجينها ترفض اسرائيل .. وثمة تجارب كثيرة شاهدة وماثلة للعيان والاستدلال والاستشهاد، من المغرب الى الكويت .
نعم، هناك تيارات سياسية وثقافية واعلامية تضرب بقوة لكي تمرر افكارا ومشاريع للتطبيع والسلام الجديد في مرجعيته التوراتية العقائدية « الابراهيمي «، وما يسمى سلام « ابناء ابراهيم «.. وللعلم فان صاحب هذه الدعوة العقائدية، هو الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر، وقد نشرها في دراسة اسماها « دماء ابراهيم « .
و ثمة ما يوجب قوله، ان تيارات الاسلام السياسي « الاخوان المسلمين « انفضح امرها في مقاومة التطبيع .. والقشة التي قصمت ظهر البعير كانت في تحالفهم مع انظمة سياسية حاكمة ببلدان كثيرة اندلقت نحو موجة التطبيع الجديد، وباركوا بالستر والتقية « السلام الجديد»، ولم ينطقوا بحرف واحد يرفض ويمانع هذه السياسات التطبيعية المستجدة .
لربما انه من الصعب على تيارات الاسلام السياسي ازالة الحرج، والتبثت على المباديء والثوابت الايدولوجية والسياسية . فهم اذن، ليسوا ضد التطبيع في الاصل، ولكن يمارسون العداء للتطبيع لاغراض سياسية بحتة، ولعبة توزيع ادوار .. تخوين الفرقاء، وقذفهم في وطينتهم ودينهم ان مارسوا التطبيع، والسكوت وممارسة صمت مطبق ازاء حلفائهم واصدقائهم المطبعين .