«أوميكرون» هل سيكون نهاية كورونا ؟.

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
فارس الحباشنة _متحور «اوميكرون» استفحل وانتشر، و اعداد الاصابات اليومي في حالة تزايد، و كما يبدو من سلوك الفايروس فانه سريع الانتشار و شديد العدوى، ولكن خطورته تقل عن موجة المتحورات السابقة. 

في موجة فايروس « متحور دلتا « فتك بالناس، و كانت الاصابة بالفايروس تحد ما بين الحياة و الموت، و الشفاء القاسي، و اغرقت المستشفيات بالمصابين، وواجه القطاع الطبي تحديات كبرى.

انخفاض وتراجع حدة الفايروس يبعث على الأمل و النجاة القريبة من المتحورات الفايروسية، و لربما يؤكد ذلك مقولة علمية طبية تقول ان كورونا سيصبح فايروسا موسميا كـ « الانفلونزا « مثلا. 

في الاخبار نسمع عن تسجيل اصابات يومية بارقام عالية، وما يبعث على الامل ان اعداد المرضى و مصابي الفايروس في المستشفيات و العزل الطبي منخفض ومحدود العدد.

وتقول الارقام ان متلقي اللقاح اقل عرضة للاصابة بالفايروس، و الاهم ايضا بحسب اطباء ان مصابي متحور اوميكرون من متلقي اللقاح تكون مناعتهم اقوى، واستقبالهم للفايروس ضعيف، و اجسادهم اقل عرضة للاصابة باعراض الفايروس. 

طبيا و علميا، و تحورات و انقلابات الفايروس تقول بالدليل و البرهان الدامغ و العاقل ان اللقاح هو سبيل النجاة و الخلاص من الفايروس، وان مجتمع المقلحين وآخذي المطعوم بجرعاته المتتالية، اكثر قدرة على مواجهة الفايروس واعراضه المرضية.

كيف نتخلص من كورونا ؟ يبدو ان الحل و الخلاص بالمطعوم. و في تجربة متحور «اوميكرون» ان المجتمعات الاكثر اقبالا على اخذ المطعوم تحدت الفايروس، و قاومته، و كانت «المناعة الجماعية « حصنا منيعا و سبيلا الى الوقوف في وجه الفايروس الجديد. 

«المطعوم» اليوم تحول الى سؤال انساني و اخلاقي، وهو سؤال يطرح نفسه بقوة تفوق اي اتجاهات رأي عام «جماعية وفردية « ازاء جدوى المطعوم والعكس، ولم يعد ممكنا السماح لحالة المراوحة و المواقف الرمادية والمترددة، ودون حسم طبي و اجرائي حكومي يضع المطعوم في خانة الاولويات الاولى و القصوى ، و مربوطة بشروط اشكال الحياة.

اردنيا، معدل الاقبال على اللقاح ما زال منخفضا، وثمة شرائح رافضة لاسباب مختلفة لاخذ المطعوم. 

في معركة الفايروس..لا احد ينجو وحده، فاما ننجو جميعا او نموت جميعا، عبارة اجترحها وحدة المصير الانساني، و لنقول لرافضي اخذ اللقاح انهم يرتكبون جريمة صحية بشعة بحق المجتمع و الافراد الاخرين. 

يتبدى في العالم اليوم مشهد تراجيدي لحياة كورونا وما بعد كورونا. الفايروس فرض نفسه على حسابات و معادلات وموازين القوة و النظام العالمي.. و الدول تسارع في عمليات التطعيم، و تسارع اكثر بالنجاة من الفايروس و الخروج من مربع الوباء، ودول تقاهر الفايروس في خلق مناعة مجتمعية تقاوم اي متحورات مستجدة للفايروس. 

في المشهد الفايروس اليوم يتبدى ان الخوف والقلق يتلاشيان، وان المتحور المستجد ينذر بان كورونا في طريقها الى الزوال و الاختفاء، و ان البشرية ستنعم قريبا باخبار صحية سعيدة عن كورونا وما بعدها. 

و لكن يبقى اخطر ما خلفت كورونا بالاقتصاد و الانكماش و زيادة معدلات البطالة و الفقر، والوضع الانساني والاجتماعي المأزوم لضحايا كورونا من فقراء و عاطلين جدد عن العمل.

و تحت ضربات كورونا الموجهة تعرت انظمة الحماية الاجتماعية، و العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، وهشاشة الامن الاجتماعي، وحدثت اكبر حركة انزياح طبقي في تاريخ الاردن، و يبقى السؤال معلقا حول من يتحمل المسؤولية السياسية عن مخلفات الوباء و ادارة ازمة الفايروس، و الجاهزية السياسية الاردنية للعبور نحو ما بعد كورونا. 

وما بعد كورونا، هي المعركة الحقيقية، و لربما معركة اخطر من الفايروس نفسه.. و في عالم الخرائط يقال : ان الفايروس سيصيب اوطانا واقاليم و قارات في خدوش و ترقيعات واعادة ترسيم وترميم، وتأهيل، وهذا ليس كلام منجمين و عارفين انما استراتيجيون وعلماء سياسة ومستقبليات.

ويا لها من معارك من نوع جديد.. و دمتم بصحة وعافية و سلام.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences