ماهي اسباب خسارة "الاخوان المسلمين" معركتهم في نقابة المهندسين وما علاقة "تورا بوروا" بهزيمتهم القاسية ..؟؟
الشريط الإخباري :
حسن صفيره / خاص
انتهت انتخابات نقابة المهندسين للفروع والمركزية قبل اسبوع بنتائج متوقعة وقد اسفرت عن اكتساح ملحوظ لقوائم نمو بكافة مسمياتها ولعل ما ميز هذه الانتخابات عن سواها هو بالحضور اللافت للمهندسين والمشاركة الفعلية من قبلهم بعد ان تولدت لديهم القناعات بوجوب التغيير واحلال الافكار والنهج الجديد مكان السيستم والنظام الذي كان يتحكم بالمسار والقرار ولعل المتضرر الاول في صحوة المهندسين هم المرشحون الذين ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين والذين خسروا هذه الانتخابات بطريقة درامتكية مؤلمة .
كما توقعنا سابقا وبعد كل خسارة وفي اي انتخابات يخوضها الاسلاميين تقوم الدنيا ولا تقعد وتزدهر البيانات التشكيكية والاتهامية بان الانتخابات مزورة وهنالك تدخلات للدولة وكأنهم يحاولون التنصل من قصورهم وعقمهم واستفرادهم الذي لازمهم سنون طويلة بحيث لا يعترفون بالهزيمة ولا يسلمون بما تفرزه الصناديق بل ونزيد على ذلك فأنهم يكفرون بالديموقراطية ولا بحبذونها ولا يرغبون بها ان لم تكن على مقاسهم ووفق ميولاتهم واهدافهم مع العلم ان الاطراف الاخرى كانوا سابقا وبعد فوزهم يهنئونهم ويقدمون المباركات بكل روح رياضية .
ولو عدنا لاسباب هذه الخسائر والتي تلقى فيها الاخوان المسلمين صفعة قوية خلخلت موازينهم وافقدتهم صوابهم وتفكيرهم بعد ان تم تجريدهم من اهم مؤسسة نقابية واكبرها بعد ان رفضوا لغة العصر والصحوة الهندسية بحيث كانوا يعيشون على الارث القديم ويراهنون على عدم خروج الطرف الاخر للانتخابات مما يجعلهم يستفردون برمة المشهد والحصد الكامل لكافة المقاعد وقد لعبت ايضا الخلافات الداخلية التي سبقت الانتخابات بعد ان طفت على السطح عند تسمية المرشحين واحدثت شروخ كبيرة ما بين اعضاء الحزب الواحد كما وقد شهدت الفترة الماضية فصولات وتجميدات داخل الاطار الحزبي لعناصر مهمة من المهندسين والذين كان لهم بصمات واضحة في الانتخابات السابقة مما افقدهم عناصر انتخابية مؤثرة ومهمة كما لا ننسى ابدا اهازيج الاخوان المسلمين عند فوزهم في الانتخابات الماضية وذكرهم لمنطقة (تورا بورا) شمال افغانستان صاحبة الكهوف ومعقل ابن لادن وجماعته مما اثار حفيظة الاخرين وجعلهم يتكاتفون للخلاص من هذا الفكر الظلالي الاسود والقلوب العمياء فلا يعقل ايقاع التشبيه على مدينة كالزرقاء فيها الجند والعسكر والصانع والفلاح والمهاجرين والانصار وبانها تعادل تورا بورا.
وحتى لا ننكر جهود الفائزين والذين عملوا على مدار الساعة وخلال الاشهر الماضية لترتيب بيتهم الداخلي وعملوا على تحفيز المهندسين خصوصا حديثي التخرج في اطراف المدن الكبرى بل ووفروا وسائل النقل وآلياته وكانت تحضيراتهم تجري بنسق عالي من الدقة وخطواتهم تتحرك بتنظيم ووفق ابجديات واضحة المعالم وقد استخدموا عنصر المباغتة في تحريك الوجهاء والشيوخ وحتى بعض النواب الذين تربطهم علاقات قربى او صداقة مع المرشحين وجعلوا من هذه المواجهة معركة للجميع وقد شاهدنا العديد منهم في مراكز الاقتراع من الصباح حتى المساء ومرابطين لحين خروج واظهار النتائج بعد ان اجتهد الجميع للحث على وصول المهندسين الى الصناديق وهذا احدث الفرق في النتائج.
نهاية ولكي نغلق هذا الملف فعلى الاسلاميين الاعتراف بالانكسار والهزيمة وان كانت مؤلمة وقاسية ولا داعي للعودة للاسلوب القديم والاسطوانة المشروخة في الاتهامية والتشكيك بنزاهة الانتخابات ومن ثم المقاطعة وكأن الفوز هو حكراً عليهم ولا يجوز لاحد غيرهم تذوق طعمه وعلى المهندسين ايا كان ميولهم الفكري العودة الى حضن نقابتهم والاستمرار في المساهمة لرفعة وتقدم هذا الصرح العظيم وللفائزين وبعد المباركة لهم ندعوهم لتجاوز شوائب الانتخابات فأنتم الان ممثلين لكامل المهندسين من انتخبكم ومن كان مناصرا لغيركم وعليكم البدء الفعلي ومن اليوم الاول بتصويب الاختلالات والتشوهات واحقاق الحقوق ورفع الظلم والمضي في المسيرة النقابية وسفينتها الى بر الامان .