استهداف الأردن المنظم
الشريط الإخباري :
الحلقة الأولى
يُقال ويدرس في علم الجريمة، إذا لم تعرف من هو المجرم، ابحث عن المستفيد من ارتكاب الجريمة، وعلينا أن نعرف ونفهم من يحتل أرضنا، ويصادر حقوقنا، وينتهك كرامتنا في فلسطين والجولان وجنوب لبنان، حتى نعرف بدقة من يخطط ويفعل ويستعدي علينا.
وفوق هذا وذاك، علينا أن نعرف أين نقف؟ ومع من؟ ولماذا؟ حتى ندرك جبهة المواجهة بيننا كأردنيين من طرف، والمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي بأدواته وأحزابه وأفعاله التوسعية ومستوطنيه من طرف آخر.
نتائج انتخابات البرلمان الإسرائيلي رقم 24 يوم 23 أذار 2021، أفرزت نجاح 13 حزباً، إثنان منهم أحزاب صهيونية معتدلة هما حزب العمل وله 7 مقاعد برئاسة ميراف ميخائيلي، وحزب ميرتس وله 6 مقاعد برئاسة نيتسان هورفيتس، وكتلتان عربيتان الأولى القائمة البرلمانية العربية العبرية المشتركة ولها 6 مقاعد برئاسة أيمن عودة وتضم ثلاثة أحزاب هي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والحركة العربية للتغيير، والتجمع الوطني الديمقراطي، والثانية القائمة البرلمانية العربية الموحدة ولها 4 مقاعد برئاسة منصور عباس، وتضم ثلاثة نواب من الحركة الإسلامية الجنوبية ومعهم نائب مستقل هو مازن غنايم رئيس بلدية سخنين السابق.
وأفرزت الانتخابات 9 أحزاب ما بين متطرفة جداً ومتطرفة أكثر من أن تكون وسطية أو يتم وصفها أنها وسطية معتدلة وهي:
1-خمسة أحزاب مشاركة في الأئتلاف السياسي الذي يقوده رئيس الوزراء نفتالي بينيت وهو مستوطن متطرف سبق له وشغل موقع رئيس مجلس المستوطنات، ويرأس حزب يمينا وله سبعة مقاعد فقط في البرلمان، ومعه: حزب يش عتيد يوجد مستقبل برئاسة يائير لبيد رئيس الوزراء البديل وله 17 مقعداً في البرلمان، وحزب كاحول لفان أزرق أبيض برئاسة بيني غانتس وله 8 مقاعد، وحزب إسرائيل بيتنا برئاسة أفيغدور ليبرمان وله 7 مقاعد، والحزب الخامس تكفا حداشا أمل جديد برئاسة غدعون ساعر وله 6 مقاعد، ومعهم في الأئتلاف الحكومي ثلاثة أحزاب هم: حزب العمل، وحركة ميرتس، وقائمة الكتلة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس.
أما أحزاب المعارضة الأربعة فهي أحزاب متطرفة سياسياً وهم: الليكود برئاسة نتنياهو وله 30 مقعداً في البرلمان، وحزب شاس الديني برئاسة الحاخام أرييه درعي وله 9 مقاعد، وحزب يهودات هتوراة حزب التوراة برئاسة موشيه غفني وله 7 مقاعد، والحزب الرابع الصهيونية الدينية برئاسة بتسليئل سموتريتش وله 6 مقاعد.
تتفق الأحزاب الصهيونية الإسرائيلية التسعة، سواء من داخل الحكومة وهي خمسة، وأربعة أحزاب تقف في صف المعارضة، وتتفق فيما بينها وعلى أرضية واحدة من العناوين التالية:
الأول: أن القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية، ولذلك لا تقبل الوصاية الهاشمية والرعاية الأردنية، وتعمل تدريجياً على عبرنة وأسرلة وتهويد القدس وتغيير معالمها وممارسة التطهير العرقي لأهلها وشعبها وناسها من المقدسيين العرب الفلسطينيين من المسلمين والمسيحيين.
الثاني: أن الضفة الفلسطينية، ليست فلسطينية، وليست أردنية، وليست محتلة، بل هي محررة، هي يهودا والسامرة، وجزء لا ينفصل عن خارطة المستعمرة وامتداد لها، ويتم العمل على تعزيز الاستيطان فيها، وزيادة عدد المستوطنين المستعمرين الأجانب على أرضها، وتحويلها تدريجياً لتكون عبرية إسرائيلية يهودية.
هذا هو المخطط، هذا هو البرنامج العملي السياسي التنفيذي للمستعمرة والسؤال هو: من يقف ضده هذا البرنامج عملياً ودائماً وبشكل ملموس؟؟.