حسن صفيره يكتب : الوطنيون في صفوف المعارضين والرادكاليين قريبا ...
الشريط الإخباري :
حسن صفيره / خاص
انتهت العملية الانتخابية لاختيار اعضاء مجلس امانة عمان ومجالس المحافظات ورؤساء واعضاء المجالس البلدية في المملكة بحضور خجول ونسب انتخابية متواضعة جدا وصلت في بعض المناطق الى ما دون 5% وظهرت بعدها بعض احداث غوغائية واضرام حرائق واشاعة فوضى في بعض المناطق واننا اذ نستهجن هذا التصرف غير المسؤول والارعن الذي كان الاصل فيه ان تعطينا الديموقراطية دروسا في الروح الرياضية العالية والتسليم بنتائج الصناديق مهما كانت افرازاتها وعكس الميول اما ان يعمل نفرٌ على زعزعة الامن وتعريض حياة المواطنين للخطر والعبث بالممتلكات العامة والخاصة فهذا امر مرفوض تماماً ولا يمت للحضارة بشيء.
وعودة للواقع وبالنظر الى الحضور الهزيل للانتخابات فأننا بالفعل شعب لا يريد التغيير ولا يرغب بالمضي قدما في خطوات مشروعنا الديموقراطي الكبير الذي ارسى قواعده جلالة الملك وحتى الانتساب للاحزاب السياسية فأنها تأتي غالباً بـ "المخاجلة" وترضية للاقارب والاصدقاء وليس من خلال قناعات سياسية او برامج اضف الى ذلك فأن من يطرحون انفسهم للتنافس على المواقع الحساسة فأن جلهم من الاغنياء واصحاب الاموال التي يبذخونها بسخاء وقت الانتخابات اما اصحاب الفكر والحضور المجتمعي والخدمة العامة من متوسطي الدخل والفقراء فأنهم بدأوا بالفعل الخروج دون اسف من هذه المضمار تدريجيا فلا مجال للعقل والفكر الوطني من مجاراة المال الاسود القذر الذي استغل الاوضاع الاقتصادية الصعبة وعوز الناس وعاث فساداً وافساداً وطبعا الخاسر الاول في هذه المعادلة هو الوطن والسلم المجتمعي.
وهنا لا بُد من الحديث عن الدور الذي لعبته الدولة خلال المراحل السابقة من مئويتنا الاولى والتي تبجحت خلالها بنهج التزوير والعبث بالصناديق وادى ذلك الى فقدان عنصر الثقة ما بين الشعب والعملية الديموقراطية برمتها ووصل الامر الى حدّ المقاطعة من الافراد والاحزاب السياسية وعلى رأسها حزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين والحزب الأكبر على مستوى الوطن والذى نأى بنفسه عن المشاركة بالانتخابات الاخيرة وقاطعها ترشحا وانتخابا بعد ان لمس النية في استهدافه علما ان الانتخابات الاخيرة سجلت نسبة عالية في نزاهتها وشفافيتها الا ان السيف سبق العذل وافرازات الماضي انعكست على الحاضر وعدنا فيها الى مربع قصة الراعي والذئب واهل القرية .
خلاصة الامر فأن على اصحاب القرار من دولة وحكومة ومسؤولين ان يعيدوا حساباتهم في الواقع المؤلم الذي نعيشه والمستقبل المظلم الذي ينتظرنا فلا احزاب سياسية (فارغة المضمون) قادرة على الاستقطاب ولا سياسة الدولة والاجهزة تستطيع ان تحرك البوصلة في الشارع اليوم وغداً بحيث ستجد نفسها وحيدة مع ساحة فارغة من الوطنيين المُبعدين قصرا او طوعا عن الميدان منطوين على انفسهم او سنجد البعض الاخر منهم راديكاليين في صفوف المعارضة الداخلية او الخارجية بعد ان فقدوا الامل في وطنهم واجهزتهم ودولتهم والسوداوية غلفت حياتهم وطموحهم ومستقبلهم .
وللحديث بقية .......