حماس كذبة وصدقناها ...!!
الشريط الإخباري :
سليم النجار
إذا كانت الحداثة تقوم على العلم والعقل، مما جعل العقلانية أبرز سماتها، فإن ما تسمى (حركة المقاومة الإسلامية- حماس) مشروع يحتل التيار اللاعقلاني مكانة بارزة متمثلا بمرجعيته التاريخية الإنتقائية والتزامه بها كنهج سياسي، مما يجعلها تنطوي في ذاتها على لا معقوليتها من نفيها للعقل الحداثي واتصالها بخيط رفيع بما قبل الحداثة.
كما فكرها- مجازا للدلالة وللتوضيح- وهم في حقيقة الأمر لا يملكون فكر، كنظام مغلق يغفل الشروط الاجتماعية، مما يضفي على سلوكهم السياسي من عدم الاستجابة للواقع، أو الاستجابة السطحية التي لاتتغير كما أنها تتمحور حول مقولتي الوحدة الإسلامية ووحدة الأمة الاسلامية خلال ٨٠ عاما واكثر من الزمن، التي نادت بها (حركة الإخوان المسلمين) الأب الشرعي "لحماس"، دون انجازه أي منهما، مما يضفي على المشروع الظلامي نوعاً من الثبات والجمود، ويمهد لإدانته والإخفاق.
ومما يثير العجب والإستغراب عندما تحدث "قادتهم من اخوان وملحقهم الصغير- حماس"، عن الحضارة الغربية والاطلاع على علومها وفنونها، أدركوا واقع الأنحطاط الذي هم فيه، مما أثار حنينهم إلى ماض مشرق حسب معتقدهم وفهمهم للتاريخ العربي الإسلامي، في ظل غياب النظرة التاريخية الشاملة، فالنظرة التاريخية لا تعني مجرد النظر في التاريخ بشكل انتفائي أو استحضار وقائع بعينها تخدم فكرهم الظلامي٠ ويغفلون أن التقدم مفهوم زماني بطبيعته، ويعني الإنتقال من حال إلى حال أفضل، واذا كان يعني لدى التيار " الإخواني- الحمساوي" العام الاستناد إلى مرجعية تنتمي إلى الماضي، فإن ذلك لا يعني بالضرورة صياغة الحاضر على مثال الماضي.
واللافت في هذا السياق عند الحديث عن الترقي في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، يمكن الإشارة إلى أن المشروع النهضوي العربي ارتبط منذ البداية، أي منذ حملة نابليون، بالأهداف التي نادى بها، كشكل إنساني، وتناسى رّواد المشروع العربي النهضوي أن نابليون مستعمر وهو أول من نادى بقيام (دولة لليهود) والتخلص منهم وزجهم بالشرق العربي، وعلى نفس المنوال فعل رّواد ما يسمى النهضة الإسلامية التي نادى بها مؤسس الإخوان المسلمين حسن البنا وطالب بعودة دولة الخلافة العثمانية التي عاثت جهلاً وفسادا وتدميرا للإمة العربية، الأول نابليون استعمر العرب باسم الحداثة، والثاني طالب دولة الخلافة باسم الدين.
مأساة العالم العربي والفلسطيني على وجه التحديد أن هذه الحركة "حماس" جاءت من رحم جماعة لا تؤمن بالعلم ولا المعرفة، وتتعاطي مع المحتل الإسرائيلي على أنه ظاهرة دينية وليست احتلال استطاني يريد إقتلاع شعبنا الفلسطيني من أرضه وخلعه من هويته العربية الإسلامية، فليس مستغربا ان يزف جهلة حماس يوم امس زيادة تصاريح العمل لعمالنا في قطاع غزة، ومن نافلة القول أن التوقيت ليس بريئا، ففي الضفة الفلسطينية تشتعل وفي القدس طبعًا في الوقت التي تسعى حماس جعل القضية قضية إقتصادية على أهميتها، أوراق الإعتماد التي تقدمها "حماس" للمحتل الإسرائيلي، وبإنها البديل الأفضل ويمكن التعاطي معه عوضا عن السلطة الوطنية لتلاقيها إسرائيل في منتصف الطريق وتزيد من أعداد تصاريح العمل.
حماس كذبة وصدقناها، تمارس طقوس الشعوذة والدجل تحت شعار إقامة الإمارة الإسلامية في غزة.