الرئيس عباس ..لك ان تفتخر بضياء ورعد وليس غيره!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
أمد/ كتب حسن عصفور/ التجاهل الكلي لوسائل إعلام السلطة في رام الله لأهم خبر عالمي مع حرب أوكرانيا، عملية تل أبيب، التي شغلت الرأي العام من محيط الى محيط، شكل أهم مفاجآت الحديث ذاته، فبينما الإعلام العبري والعالمي، وكذا الفلسطيني غير السلطوي، مشغولا بتفاصيل عملية هزت عاصمة "دولة الأبرتهايد" لمدة 9 ساعات متواصلة مبدئيا، ولا تزال تشغله وغيره، كونها كسرت كثيرا من الادعاء الأمني.

ومن التجاهل الكلي للعملية التي سجلها تاريخ شعب وقضية بنور كفاحي ليلة 7/ 8 أبريل 2022، الى السلوك الغريب لرئيس السلطة محمود عباس، عندما قام بأول نشاط له صبيحة يوم الجمعة، بـ "إدانة قتل المدنيين في تل أبيب"، وكمحاولة لتزيين تلك الإدانة، أضاف لاحقا بعد النص الخاص، كلاما عاما بأنه ضد قتل هذا أو ذاك، لكنه نسي كليا أن قوات أمن دولة الكيان أعدمت الشاب رعد زيد حازم وهو حي فقط لأنه فلسطيني، قبل أن يكون مسلح، فلم يشر بكلمة إدانة لتلك الجريمة المسجلة توثيقا.

بداية، ليس مفهوما أبدا، أن يصحى الرئيس عباس ليكون أول خبر له في ظل غياب أخبار العملية بكاملها عن إعلامه الخاص ليدين العملية، التي سيكون لها أثر هام في مسار المواجهة القادمة مع دولة العدو القومي، ودون أن يفكر بالشهيد المنفذ وأهله، وبلدته وأمه ووالدته، ورفقاء مسيرته المنتمين لحركة فتح، رافعين رايتها، التي يحاول البعض كسرها، فيما آخرون يحاولون خطفها.

كيف لرئيس أن يفعل ذلك وهو يتعرض بذاته، قبل الشعب، يوميا لكمية اهانات شخصية وسياسية من حكومة "الإرهاب السياسي" في تل أبيب، وما يكتب عنه في زمنها بتفاصيل تعتبره غير ذي صلة، وانه حاكم فاسد آن أوان الخلاص منه، ليس حبا في الشعب الفلسطيني ورحمة به من فساد لا مثيل له، بل لفتح صراع ذاتي بين ذاك وذاك، فردا وفصيلا فيما سيكون ما بعده، لقطع الطريق على فرض حل ما.

كيف له أن يفعل ذلك، ورئيس تلك الحكومة ووزير خارجيتها وجزء من تحالفهم يرفضون الاتصال به حتى هاتفيا، لأنهم يعتبرونه فاقد الأهلية السياسية، فيما يفتحون كل أشكال الاستهزاء به وبحكمه وبأفعاله، ويسمحون لبعضهم اللقاء به ليخرجوا بصياغة أنها لقاءات ليبقى "حارس أمني" مساعد لقوات الاحتلال.

كيف يمكن لرئيس السلطة الفلسطينية، أن يفكر مبدأ التفكير بإدانة قتل من قتل، فيما تقوم أجهزة تلك الدولة بارتكاب جرائم حرب شبه يومية في فلسطين، قتلا وتطهيرا عرقيا وممارسات عنصرية، باتت تستفز من هم أشد نصرة لتلك الدولة.

كيف لرئيس السلطة إدانة عمل هو "حق مطلق" للفلسطيني الباحث عن حريته، من دولة رفضت كل شيء قام به ممثله الشرعي والوحيد، وقتلت هي برصاصها من فكر يوما تفكيرا سويا بأن الصراع يجب أن يجد له نهاية، فاغتالوه جهارا نهارا وتحت بصر جهازهم الأمني، الذي شكل ساترا للقاتل.

كيف لرئيس سلطة يقوم بفعل إدانة لعملية تؤكد أن القضية الفلسطينية لها من يحمي رايتها، وتأكيد أن الكفاح الوطني هو "ديمومة الثورة" لن يتوقف ما دام هناك عدو يحتل أرض دولة فلسطين.

كيف لرئيس سلطة، فعل ذلك دون أن يرى ما حوله في القدس ومدن الضفة الغربية، حيث تعدم أجهزة دولة الكيان الفلسطينيين مع أي حركة شك أنه إنسان يتحرك، ولا زالت دماء بعضهم تسيل على طرقات أرض فلسطين.

السيد الرئيس محمود عباس، بيان إدانة عملية تل أبيب البطولية جدا والمفخرة الوطنية الكبرى هو بيان إدانة لعهد وبراءة من انتماء لثورة شعب فلسطين.

السيد الرئيس محمود عباس، من نصحك بفعلتك تلك أساء لك أضاعفا مضاعفة لما تتوقع، ويفوق كثيرا ما لحق بك منها في الزمن السابق.

السيد الرئيس محمود عباس، فعلتك لن ترضي عنك عدوك...ولكنها أغضبت الشعب الذي أنت بحاجته وليس هو بحاجة لك...

السيد الرئيس محمود عباس، كان عليك أن تصدر بيان تفتخر به بشباب فلسطين، خاصة أبناء فتح ضياء حمارشة ورعد حازم لأنهم أعادوا بعضا من روح لشعب يعيش "هزيمة تاريخية مركبة" منذ يناير 2005 وحت تاريخه.

السيد الرئيس محمود عباس تصويبا لفعلة لا غفران وطني لها، عليك احضار أسرة الشهيدين رعد وضياء الى مكتبك تمنحهم ما يستحقون وسام شرف، رمزا للقبضة التي أوجعت عدو وكسرت غطرسة طالت يدها الإجرامية.

السيد الرئيس محمود عباس...دون ذلك الاعتذار العام عما فعلت...قادم الأيام السياسية لن يحمل لك "الخير الوطني".. في ظل غياب "جدار الشعب الواقي" من غضب ليس بعيدا.

ملاحظة: بلا تردد، إدانة بعض الأطراف العربية ومعهم بلد رجب لعملية تل أبيب تمثل "وكسة سياسية" بامتياز لن تهز فلسطين الشعب، وإن هزت فصائل التوسل ذات المصلحة معها...نصيحة تعينوا "ناطق رسمي للإدانة"...لأن اللي جاي ممكن يكون أصعب عليكم!

تنويه خاص: كثيرون ممن لن ننساهم في ذكرى الغياب كما هذه الأيام من شهر أبريل...الشاعر الكبير فتى الثورة أحمد دحبور...الصديق الإعلامي ابن مصر وعاشق فلسطين طارق حسن...اسماء غابت ولكنها لم تختف من الحضور..سلاما يا أصدقاء!
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences