عمال وطني يا سادة لا يعترفون بعيدهم ...

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
خاص/ حسن صفيره
عيد العمال العالمي ‏هو يوم نقابي سنوي يقام في دول عديدة احتفاءً بالعمال ويقوم على تنظمه الحركات العمالية منها الشيوعية واللاسلطوية والاشتراكية ويحتفل به في الأول من شهر أيار من كل سنة في أغلب دول العالم بما فيها الاردن والدول العربية في اجواء اقرب الى الدراما والتراجيديا التي تمثل حالة اليأس التي وصل اليها عمالنا في ظل البطالة المتفشية بين صفوفهم والضياع والفقر والعوز الذي يلازم حياتهم اليومية .

فبدل تغريدات المباركة والاحتفال واشعال الشموع واطلاق الالعاب النارية ابتهاجا بهذا اليوم كان من باب أولىٰ ان نوفر لمن نحتفل من اجله حياة كريمة اولاً وعمل لائق يعينه على استجلاب قوت اطفاله وعائلته وبدل ان نعلن سرورنا بيوم عطلة هي حرام علينا جميعا والتي نستغلها بنزهة او بنوم عميق فنحن لا نستحق هذه الراحة على حساب عامل يقف على قوارع الطرق يبحث عن ورشة طوبار او نقلة حصمة في يوم عيده ليعود بمردود عرق جبينه الى اسرته ومعه حليب طفله الرضيع وكسرة خبز وبعضا من اقراص الفلافل ليسد جوع اطفاله وبدل تقديم التهاني للعامل بيوم عيده كان الاصل فينا ان نمسح عرقه عن صدره ووجه وعيونه ونعطيه حقه الذي سلبناه اياه على مدار عقود خلت في زمن كثرت فيه الاعياد وهُضمت فيه الحقوق.

حكوماتنا على مر السنوات وللاسف عملت على اجهاض كل محاولات توحيد صف العمال وعندما رق قلبها ومنحتهم نقاباتهم عملت على السيطرة عليها وتغولت على قراراتها وتفرد بهم رؤوس الاموال والسياسيين وتنمر على مقدراتهم اصحاب العمل في الشركات والمصانع والورش والدكاكين ففصفصوهم وسلخوا لحمهم عن عظمهم ثم رموهم بدون رحمة او ضمير وقد شهدنا العديد من اعتصاماتهم الاحتجاجية الا ان تدخل النفوذ طغى عليهم وطمس اصواتهم وقضى على مطالباتهم وحقوقهم وقد خذلهم المسؤولين والنواب وعلية القوم.

هذا اليوم يرفض العمال الاحتفال من خلاله ولا يعترفون بعطلته وهم جوعى واسيرين للفقر والمعاناة، العمال يا سادة يريدون عمل وفتح باب رزق وليس بطالة وعوز وفقر، العمال يا سادة يبحثون عن قرش حلال يسد جوع اطفالهم ويغنيهم عن مدّ اليدّ ولا يطمحون بغنى وارصدة في البنوك وانتفاخ في البطون، العمال يا سادة جمر من نار وحطب يخشون البرد القارص والصيف الحارق ويرنون لعمل يحميهم من مطر وثلج وزمهرير وصيف وشمس وريح نعور ، العمال يا سادة مطالبهم بسيطة واحلامهم مرهفة وامانيهم سهلة المنال فاخلصوا لهم النية ووفروا لهم ما يحافظ على كراماتهم وشموخهم وكبريائهم ، العمال يا سادة لا يعترفون بعيدهم ولا حتى بالعيدين وعيد الشعانين ورؤوس السنة فعيدهم عملهم وفرحتهم في فرحة اطفالهم وابتسامتهم . 

ولعمال وطني نقول انتم من حقق الانجاز وانتم من رفع البنيان وشيد القصور وفتح الطرقات انتم من حمى هذا البلد بسواعدكم ودمائكم وارواحكم انتم من نهض باقتصادنا وصناعتنا وتجارتنا وزراعتنا انتم من تستحقون ان يكتب عنهم التاريخ  وانتم ومن وجب نقش اسمائكم على صخور جغرافيتنا فلولاكم لما كانوا ولما كُنا فسامحونا على قصورنا وقلة حيلتنا ولا تسامحونهم على غبنهم وجحودهم ونكرانهم .
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences