حسن صفيره يكتب : افهموها كما تشاؤون .. (ايران) عدونا الأول بعد اسرائيل
الشريط الإخباري :
خاص- حسن صفيره
فيما تروح الجمهورية الإسلامية الإيرانية لرفع وتيرة تهديداتها لدولة الكيان الصهيوني، في نهج دأبت عليه منذ ثمانينيات القرن الماضي ، وحمل ذات المضمون منذ اكثر من أربعة عقود ختمته ايران خلال اليومين الماضيين بالاسطوانة ذاتها بالقول بأنها ستدك تل أبيب وحيفا في تصاعد حدة التصريحات بينها ودولة الكيان الصهيوني على خلفية ملف الطاقة الذرية، ارتفعت اصوات المعارضة الايرانية في قلب طهران، منتقدة نهج رفع السيوف الوهمية تجاه (اسرائيل) ليس مناصرة او تعاضدا مع دول الارهاب الصهيوني وإنما لدعوة ادوات السلطة ونفوذها في طهران للإلتفات الى الشأن الايراني الداخلي، سيما وأن الدولة الايرانية شارفت على استنزاف مواردها المالية من خلال شن حروب وصفها الشارع الايراني بأنها ليست حربهم ، مستدلين بما كشفته في وقت سابق ( حشمة الله فلاحت بيشه، النائب الإيراني الإصلاحي السابق ورئيس لجنة السياسة الخارجية بتصريح لصحيفة اعتماد الإصلاحية قائلاً إنّ إيران أنفقت ما بين 20 إلى 30 مليار دولار في سوريا) .
عراقيا، أظهرت ايران نهجها الاستعماري لأرض الرافدين الى مستوى العلن، بيد انها تلعب وباقتدار على ملف الكهرباء، وبدأت بشحذ اسلحتها للهيمنة على القرار العراقي السيادي والسياسي من خلال احتكار مد الدولة العراقية بالكهرباء، ما اشعل فتيل الغضب الشعبي لدى العراقيين لتعترف السلطات العراقية بالضغوط التي تمارسها طهران والمتمثلة بخفض إيران كمية الغاز المصدر إلى العراق نتيجة عدم تمكن بغداد من سداد المستحقات المالية، حيث تضغط طهران على بغداد بسداد نحو 4 مليارات دولار هي ديون مستحقة على وزارة الكهرباء العراقية الممنوعة من دفع أي مبالغ بالدولار للجانب الإيراني بسبب العقوبات الأميركية.
المشروع التوسعي الايراني حين الغاية لا تبرر الوسيلة حينما يكون الصعود على ظهور ودماء الشعب......
إيران التي تلعب بالبيضة والحجر في الشأن السيادي السوري والعراقي واليمني، رفعت وتيرة بطشها تجاه شعبها، وذلك ما سربته مصادر في بكين ونشرته صحف غربية وعربية عديدة كشفت فيه المصادر قيام طهران بالاستعانة بشركات الصينية لقمع الاحتجاجات.، حيث تزود شركة مراقبة صينية إيران بتكنولوجيا تجسس متقدمة ساعدت النظام في طهران على قمع المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع في الأسابيع الأخيرة.
وهو ذات الامر الذي يتطابق مع ما أوردته تقارير مبادرة الإصلاح العربي، التي اشارت للحضور المتنامي لفيلق الحرس الثوري الإسلامي كممثل إقليمي هو في جزء منه انعكاس لعسكرة النظام السياسي داخل إيران وإضفاء الطابع الأمني عليه، وفي مقابل ذلك فإن الإحباط الذي تشعر به شرائح من الشعب الإيراني بسبب عدم قدرة النظام السياسي على الإنجاز الاقتصادي يتجلى بشكل متزايد في انتقاد دور النظام الإقليمي والطعن فيه، لتروح طهران الى التغول في تمتين مكانة قادة فيالق الحرس الثوري بوضعهم في سدة القرار الايراني عبر المجالس الرسمية من برلمان وحكومة ومؤسسات عالية الحساسية..
بطش النظام الايراني تجاه الشارع والمعارضة يعد ضرورة تجيئ في موازاة مشاريع الدولة الخارجية التوسعية، نظام ينظر إلى جميع أشكال المظاهرات على أنها تهديد للأمن القومي يتطلب استجابة فورية باستخدام أقصى طاقة أو قوة. كان النظام الإيراني قادراً على التعامل مع مختلف التعبيرات عن المعارضة التي حدثت في إيران من خلال تصويرها على أنها تهديدات. ومن خلال وصم المتظاهرين باتهامات شتّى وتشويه سمعتهم وتصنيفهم كأدوات للجهات الخارجية، تمكَّن النظام من سحق الحركات أو محاولات التصدي له، وبالتالي قمع أي معارضة محتملة في المستقبل.
الماضي السياسي الأسود للدولة الايرانية، لا يزال ماثلا في رؤوس المعارضة الايرانية الداخلية قبل الخارجية، فلم يتسنى للنظام الايراني التغول اكثر في عقول النشئ من الجيل الراهن للشارع الايراني، بيد ان طهران اخفقت فعليا في اقناع ابنائها قبل ان تفشل باقناع الغرب بالديمقراطيات المزعومة ، بعد فضيحة السلطات بقمع المعارضين ابان حقبة التسعينيات حين بزغت ذروة موجات من المعارضة الداخلية التي ردت عليها السلطات الإيرانية بزيادة العسكرَة، التي وسمت افعالها الدولة الايرانية حينها بالديكتاتورية ، فلا زال ارشيف الاعلام العالمي يحتفظ بما شهدته ايران عقِب المواجهات التي وقعت عام 1999 بين الطلاب في جامعة طهران وقوات الأمن خلال رئاسة محمد خاتمي، أصبح الحرس الثوري الإيراني أكثر انخراطاً في السياسة الداخلية، وأدى انتقاد خاتمي للطريقة التي تعاملت بها المؤسسة الأمنية والعسكرية مع احتجاجات الطلاب إلى رد عنيف من قبل الجنرال رحيم صفوي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الذي صرح بأن الجيش سيرد "بتحطيم أقلام المنتقدين وقطع حناجرهم."
ويعيش النظام الإيراني منذ سنوات على وقع حركات احتجاجية بسبب القمع الذي يتعرض له النشطاء المطالبون بالحقوق والحريات المدنية والسياسية وبنفس وتيرة الاحتجاجات، يصعّد النظام في طهران طرق مواجهة مطالبات الحرية والانعتاق من الحكم المركزي المبني على الدين في ظاهره، والقائم بشكل مستتر على التفرقة العرقية، والتمييز، وتهميش الأقليات.
على جانبٍ موازٍ، تنشط ايران حاليا على دعم الحرب على اوكرانيا، فالجبهة الاوكرانية ستستنزف القوى العسكرية والحربية والاستراتيجية الروسية، وهو الثقل الضئيل الذي سيتبقى لها على الاراضي السورية، ما يدفع باتجاه فراغًا روسيا في سوريا، ما يعني رفع منسوب نفوذ ايران السياسي والعسكري والاقتصادي في سوريا.
الاحتلال الايراني لسوريا اصبح قاب قوسين أو ادنى بمعايير امتلاك القرار السوري، بعد ان كشفت في وقت سابق بعض المصادر الروسية أن الكرملين سلم بالفعل بعض القواعد العسكرية إلى الحرس الثوري الإيراني، بل تذهب ايران الى ابعد من فرض استعمارها على الاراضي السورية الى ما يتجاوز نهب خيراتها، وقد استحوذت ايران من تحت الطاولة على قسم كبير من مشاريع إعادة إعمار سوريا ومشاريع البنية التحتية.
وبين بطش السلطات الايرانية للداخل الإيراني، وبين مطامع طهران في مشروعها السياسي التوسعي، فقدت ايران بوصلتها الزائفة تجاه معاركة او محاربة دولة الكيان، فالمتتبع للشأن السياسي والاقتصادي الايراني، وفي مراجعة تاريخية لأكثر من ثمانية عقود، كانت ايران ولا تزال الذراع الاستراتيجية للمشاريع السياسية الغربية في المنطقة العربية، ولم يعد خافيا على احد ان تشدقات طهران بضرب تل ابيب لا تعدو ان تكون احد ادوات صراعها لخدمة نفوذها في سوريا والعراق، والقادم لا بد اعقد .
ما يهمنا بالامر الخطر المتأتي من التنظيمات الأيرانية الخطيرة والتي تستهدف الأمن القومي الأردني من خلال الحدود السورية الأردنية والمتمثل بعمليات التهريب المستمرة للمخدرات بانواعها عبر الحدود السورية، بهدف تمويل المليشيات المتزايدة على الحدود الأردنية وهذا من شأنه ان يهدد المنطقة بأكملها وليس الاردن فحسب بل ويجب على دول الجوار والاشقاء العرب الوقوف الى جانب اجهزتنا وامننا وقواتنا المسلحة للتصدي لهذه الاعمال التخريبية من بلد فقد بوصلته واصبح يتسلق ويصعد على سلم الارهاب واشاعة الفوضى والقتل والتدمير وهو الان عدونا الأول بعد اسرائيل .