الحكومة والنقابة في بيت العراف ..!!
الشريط الإخباري :
صالح الراشد
اجتمعت الحكومة ونقابة المعلمين وهم يستمعون للمطرب المصري الراحل عبد الحليم حافظ وهو يغني "قارئة الفنجان”, ويهمس في أذنيهما ” فطريقك مسدود مسدود”, الحكومة والنقابة الفاقدان لعقال العقل والفكر, ولجهلهما بمصلحة الوطن إنساقا في غيهما, فلم يعد العلاج بالمعرفة والحكمة بل أصبح كل منهما يبحث عن عراف أو ساحر يساعدهما على حل قضية الإضراب التي طرحنا لها عديد الحلول, لكن لا يوجد من يقرأ ولا من يبحث عن مصلحة الوطن, وللحق فكل من الحكومة والنقابة لا يصلحان للبقاء, ولأجل ذلك أعتقد ان وقت التغير قد حان.
فالحكومة من برج الدلو والنقابة تتبع برج الحوت، والحوت يسبح في ماء الحكومةالتي لا تريده ان يخرج من الدلو، خوفاً ان يهرب مع حوت التهريب وغيره من الحيتان التي أرهقت الوطن, كونها تُجيد السباحة في البر والبحر والجو, فيما الحوت يريد أن يسبح ويقتات من الدلو الذي لا يفي بالغرض, لذا يسعى جاهداً للبحث عن "سطل” أكبر حجماً حتى يتضخم, ومن أجل حل النزاع لجأ الطرفان "الحكومة والنقابة” بسبب جهلهما في الحوار الى العرافين ليجدا الجواب الوافي الشافي, بعد أن فشلا في صياغة المستقبل, وهذه المعضلة تصيب الدول في لحظات ضياع البوصلة أو فقدان الأمل بالغد وانتشار الظلم, وهي حالة تتشابه مع مريض السرطان الذي لا شفاء له فيلجأ الى العرافين.
وبحث كل منهما عن عراف محنك "أكل وشرب الدهر عليه” ليجدا أن بيت الكهل القابع في سوق السكر خير مكان كونه بعيداً عن الأعين والحاسدين, جلسا يترقبان العراف ماذا سيقول, نظر اليهما فقال ” العلاقة بينكما تشوبها الكثير من المخاطر والمشاكل, فالحكومة برج الدلو والنقابة الحوت مما يعني ان على كل طرف تقديم تنازلات للآخر حتى تنجح العلاقة هكذا تقول الابراج”, تبادلا النظرات وكل منهما يستجدي الآخر لأجل تقديم تنازل يجعله يعود الى قومه مرتدياً ثوب الإنتصار, واستغل الحوت النقابي بأن الدلو الحكومي يحب مساعدة الآخرين كونه معطاء "ربما للفاسدين”, ويحب السفر والتنقل والرحلات المكوكية للتعرف على كل ما هو جميل, لكن الحكومة الدلو تدرك بأنها أيضا قادرة على الإقناع بطريقة مرحة منفتحة, لكن عيبها أنها تفقد السيطرة على أعصابها عند الغضب فتطلق الغاز المسيل للدموع.
النقابة تراهن على تحقيق الحلم كون اصحاب هذا البرج يهربون من المشاكل الى الأحلام, ولكنهم وللحق طيبون إنطوائيون لهم العديد من الآراء غير المنطقية وفوق ذلك لا يحبون الإختلاط, ويتوترون بسرعة بحيث يقولون مالا يدركون ويصرحون بما لا يعلمون, لكنهم للحق يسعون الى تقديم المساعدة , هذا ما قاله العراف الكهل للحكومة والنقابة, ليبدأ بعدها بحرق البخور في بيته المتواضع الذي يغرق مع اي تساقط للأمطار, وأخذ في إصدار بعض الأصوات التي أرعبت الطرفين, قبل أن يكمل قائلاً "العلاقة بينكما تحدث فيها الكثير من المشاكل رغم التوافق العاطفي بينكما ، إلا أنكما بحاجة إلى فهم الطرف الآخر جيدا، وتقديد بعض التنازلات لإنجاح العلاقة, فالنقابة الحوت حساسة ورقيقة ويأسرها الدلو الذكي والمعطاء، ولكنها تحتاج دائما إلى الكثير من الاهتمام، ولكن بسبب طبيعة الحكومة الدلو الغير عاطفية تشعر النقابة الحوت بأنه لا يحبها وتنزعج من بروده وعدم مبالاته، بينما ينزعج هو كثيرا من اهتمامها بأدق التفاصيل ويرى أنها تهتم بأمور تافهة، وأنها تحاول أن تقيد حريته، لذلك تحدث الكثير من المشاكل بين كل منهما”.
حديث الكهل ورائحة المكان أزعجا الحكومة والنقابة حيث عراهما العراف وأسقط ورقة التوت التي يستترون بها، ليسارعا الى إنهاء الجلسة والخروج من الباب الخلفي لمنزل العراف حتى لا يراهما أحد, بعد أن شعرا بأنه من المعيب أن يؤنبهما العراف على جهلهما وعدم إهتمامهما بمصلحة الوطن, نظرا الى بعضهما وهتفا بذات الوقت .. ” العراف على حق, العراف على حق” لكننا لن نتنازل ..!!