كيف سقط الأخوان المسلمون امام الديموقراطيين في معركة مشروع (قانون الطفل) ..؟؟

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
خاص / حسن صفيره
تابع الاردنيون حالة الجدل القائم حول قانون حماية الطفل بين مؤيد ومعارض وفئة اخرى ثالثة اختارت لنفسها ان تكون في المنطقة الوسطى (الرمادية) وهؤلاء هم في الحقيقة اناس يغلب عليهم طبع النفاق والتزلف ومحاولة كسب الجميع كعادتهم وهي حكما تبتعد عن المواجهات السياسية كي لا تخسر احد ووفق مصالحها الشخصية وهي بالاصل ليس لها موقف لا بهذا المفصل ولا بغيره واعتدنا على وجودهم ويشبهون تماماً التاكسي الاصفر بلونه وطريقة عمله ومواقفه غير الموجودة .

حزب جبهة العمل الاسلامي كما هو دوماً حاول ركوب الموجة ويرهف قياداته بما تعرف وبما لا تعرف وانجر وارائهم عدد لا بأس به من المواطنين والذين اصطفوا الى جانبهم مدافعين عن وجهة نظرهم ومروجين لافكارهم دون ان يكلفوا خاطرهم بقراءة القانون وبنوده وبالفعل كما يقال فأن الدين هو "افيون" الشعوب فقد عزف الاسلاميون على هذا الوتر وعلى ترهيب الناس من الغول القادم الا وهو "قانون حماية الطفل" وبدأوا يداعبوا مشاعر المسلمين بان هذا المشروع سيفقدهم اطفالهم وسيجعل منهم ملحدين ومثليين وماسونيين والى غير ذلك من الكذب والافتراء وان هدم الاسرة المسلمة وتفكيكها هو المقصود من اقرار هذا القانون الذي (أُملي علينا من الغرب) كما يقولون .

اسلوب الاخوان المسلمين وذراعهم السياسي حزب جبهة العمل لم يتغير منذ نشأة هذا التنظيم العالمي والذي غالبا ما يستقي تعليماته من قياداته في الخارج ويتلقى اوامره من مرشده العام في مصر ويسير منتسبيه على النهج والاوامر فكانت خطاباتهم عالية الوتيرة وفظة الاسلوب والطرح وتحوي مضامين التخوين والكفر والزندقة  ووصل الحدّ في تصريحاتهم للتهديد والتصفية الجسدية وازهاق الروح لكل من يخالفهم الرأي ويؤيد هذا القانون على اعتبار انه تعدي على الدين والمجتمع وهذا بالطبع ما رفضه الكثيرون من اصحاب الفكر التقدمي والضليعين بشؤون الاسرة والطفل وحقوق الانسان .

ومن هنا بدأت معركة القانون تطفوا على السطح وانتفضت اعداد كبيرة من رموز سياسية واكاديمية وكتاب وصحفيين وبدأ حراك مضاد لما يروج له الاخوان المسلمين ولكن في هذا الجانب كانت لغة العقل والفكر والعلم هي المطروحة للعوام فتقبلتها الغالبية العظمى خصوصا بعد مناظرة د. رلى الحروب مع احد قياديهم على قناة رؤيا وتوازنت معها القوى وبدأ الشارع يميل للاقتناع بحتمية وضرورة اقرار القانون مع فتح المجال لتجويد بعض بنوده والاضافة والسحب عليه مستقبلاً وحتى بعض اعضاء مجلس النواب والاعيان ممن كانوا في صف معارضة مشروع القانون في بدايته الا انهم الان من اشد المدافعين عنه وعن ادراجه ضمن القوانين النافذة وان حصل هذا (وهو المتوقع) فان الاخوان المسلمين يكونوا قد خسروا جولتهم امام تحالف ديموقراطي وطني كان مصلحة الوطن ومستقبل اطفالنا لديهم فوق كل اعتبار .
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences