خطاب العضايلة الداعشي بـ (انتزاع الروح) يحدث شرخاً داخل الحركة الأسلامية ويُنذر بـ (زمزم) 2 ...
الشريط الإخباري :
خاص / حسن صفيره
رفض عدد من القيادات الاسلامية المعتدلة طريقة الطرح والتصريحات المثيرة والتي كان قد ادلى بها الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي مراد العضايلة حيث وصل به الامر حد التحريض بازهاق الارواح والتصفية الجسدية لكل من يحاول المضي في هذا القانون في اعتراضهم الواضح على مشروع قانون الطفل والذي ارسلته الحكومة لمجلس النواب لأقراره في خطوة انتظرها عدد كبير من المتابعين لشؤون الطفل والضلعين بحقوقه في التعليم والتامين الصحي والحياة الكريمة .
جماعة الاخوان المسلمين وذراعهم السياسي المتمثل بحزب الجبهة عبر البعض من رموزهم عن سخطهم اتجاه التصرفات الرعناء والتصريحات غير المسؤولة لبعض قياداتهم في اعتراضهم على هذا القانون وقد علم الشريط الاخباري ان النائب الاسبق والكاتب السياسي والوجه الاسلامي البارز حمزة منصور والذي يعرف بالتزامه واعتداله ووسطيته وبعده عن الخلافات والتوترات الداخلية وتمسكه بالثوابت والأصول لم يرضيه ما صرح به العضايلة او فريقه واعطى الضوء الاخضر لبعض القيادات المعتدلة في الحركة لاجراء سلسلة لقاءات مع المؤيدين للمشروع من القوى السياسية الاخرى والعمل على فتح باب الحوار معهم لتجويد بعض البنود وليس المطالبة برده وسحبه.
تباين الاراء وتعاكسها داخل الحركة الاسلامية يؤكد بما لا يدعو للشك بان الجماعة تعيش حالة من عدم التوازن السياسي وان الخلافات المتأصلة والمتجذرة بين العقلاء او من يطلق عليهم "الحمائم" من جهة وبين الذين يريدون ركوب الموجة وتأزيم المواقف "للصقوريين" من جهة اخرى ينذر بقرب مواجهة حقيقية بين الطرفين قد تؤدي الى انشقاق ثان بعد الذي حدث فيما يسمى بـ "زمزم" في ظل المحاكمات الداخلية وحالات الفصل والتجميد للاعضاء في الفترة الاخيرة والذي تنتهجها القيادة الحالية للحزب .
ويرى مراقبون ان النقاش حول مشروع قانون الطفل هو "القشة التي قصمت ظهر البعير" داخل جسم الحركة الاسلامية، لجهة موقف الحزب الذي بدأ يحرف بوصلة القانون لصالح تسجيل مواقف امام الحركة ذاتها، بيد ان الطرح غير المألوف وغير المسبوق الذي تبناه الحزب عبر العضايلة، ما شكل ضربا لشكل أدبيات التيار الاسلامي ناسفا العضايلة ارث التيار -حزب وجماعة- لما لا يقل عن سبعة عقود في الساحة الحزبية الاردنية وبخطاب اقرب للتعسف ولغة السيف الداعشي والتي تحفر عميقا ازاء تشويه صورة الاسلام السياسي برمته لا حزب وجماعة فحسب.
وقد بدا واضحا أن حزب جبهة العمل يتعامل مع القانون موضوع الخلاف كورقة رابحة اخيرة بيده، وهو مؤشر قال به اكثر من مصدر مقرب من الاسلاميين على انحسار تأثير الحزب داخل التيار نفسه ، كما يحدّث اللعب على الورقة الأخيرة بشح الأدوات والامكانات التي بدأت بالاضمحلال امام الحزب لصالح الجماعة ، وهو الامر الذي لم يكن وليد تجاذبات قانون الطفل فقط، وانما اختلاط اوراق الحزب بفوضى عارمة دفعت به للهرولة في حضن الشعبويات وفرض انتاجية هذه الشعبويات أمام الجماعة والتيار، لكن فات على الحزب والعضايلة معا أن مقولة (انتزاع روح من يحاول انتزاع هوية الأردنيين الدينية والعروبية) بقيت ماثلة في الحاضرة الجمعية دولة وشعب ومؤسسات ما يهدد شكل وماهية التيار جماعة قبل الحزب حين ينقلب السحر على الساحر !!