«مستقبل البلاد على المحك»: أنا الدولة والدولة أنا

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
حازم عياد
 
تغريدة سرعان ما عمل على ازالتها من حسابه فهي محرجة وتحتوي على قدر من التخلف والرجعية؛ اذ وجد فيها البعض تحريضا على خصومه الديمقراطيين ودعوة للاحتشاد والتعبئة والاستعداد للقتال بقوله: ان مستقبل البلاد على المحك؛ مقولة رأى فيها آخرون غرورا ونرجسية؛ فترمب يعتبر نفسه المحك؛ مجسدا بذلك محاولات عزله التي ترقى لعزل امريكا كدولة وتحطيم مستقبلها مستحضرا مقولة لويس الرابع عشر «انا الدولة والدولة انا».
ترمب قلق من توسع الحملة التي يشنها الديمقراطيون والمستندة الى حقائق صلبة كان آخرها مكالمته الهاتفية مع الرئيس الاوكراني زيلنسكي لفتح تحقيق يستهدف نجل خصمه المتوقع في الانتخابات الرئاسية 2020 جو بايدن؛ كما ان الجدل عاد الى ملف تحقيقات مولر واتصالاته ومراسلاته مع الرئيس بوتين والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان التي كثيرا ما تحدث عنها وفاخر عنها امام انصاره في امريكا.
الاخطر من ذلك امكانية الكشف عن محادثاته مع وزير الخارجية الروسي لافروف اثناء زيارته لواشنطن تناول فيها اسرارا تتعلق بتنظيم داعش واخرى صرح فيها لوزير الخارجية الروسي لافروف بأنه لا يبالي بمحاولات روسيا التدخل في الانتخابات فالجميع يفعل ذلك؛ بل ان امريكا تفعلها في دول اخرى.
وان صح ما قاله ترمب لـ لافروف وكان ما نقل عنه دقيقا فالرجل كان صادقا في ذلك؛ اذ تجسست الولايات المتحدة الامريكية على مكالمات المستشارة الالمانية ميركل؛ وفي فرنسا التقى مسؤولو البيت الابيض اعضاء في حملة ماري جان لوبان المرشحة الرئاسية المنافسة لماكرون حينها؛ بل ان ترمب اطلق تصريحات فهم منها دعمه لحراك السترات الصفر في باريس كما تواصل مع زعماء اليمين في هولندا وايطاليا.
ترمب قدم تغريدة صادقة تعكس ارادته للقتال؛ لكنها تعكس ايضا تردده ورغبته بعقد الصفقات في نفس الوقت من خلال ايصال الامور الى الحافة؛ او من خلال المواجهات الصادمة كاتهام بايدن بأنه استغل منصبه لوقف التحقيقات حول ابنه هانتر او من خلال حديثه عن ضرورة التركيز على نشاط بايدن الابن.
ترمب يقاتل ولكن بيلوسي متفائلة اذ تعتبر ان موجة التأييد لعزل الرئيس ترمب تتسع وتخترق صفوف الجمهوريين؛ فبيلوسي متفائلة الى حد كبير وستدفع الامور الى اقصى طاقتها على امل تحقيق واحد من ثلاثة اهداف اما عزل ترمب ومحاكمته او دفعه الى الاستقالة ضمن صفقة او خسارته الانتخابات يتبعها توسع في التحقيقات ومحاكمة تطيح بإمبراطوريته.
ترمب امام خيارات صعبة ومستقبله على المحك؛ الا انه ربط في تغريدته بين مستقبله ومستقبل امريكا بشكل مثير للاهتمام؛ وهو تعبير خانه من ناحية سياسية؛ فإما ان امريكا بهذا المعنى منقسمة على ذاتها ولن تستقر بمجرد رحيله؛ او انه قلق وخائف من مستقبله لدرجة دفعته لربط مصير امريكا بمصيره الغامض وعمره القصير كإنسان.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences