معلومات وأرقام تستحق الاهتمام!
الشريط الإخباري :
د. زيد حمزة
في الدول المتقدمة، ولا أعني بھا الغربیة فحسب، تتسابق الصحف ووكالات الانباء على ما تنشره الحكومات من بیانات احصائیة تحوي معلومات ثمینة لا تستطیع الوصول الیھا بطرقھا التقلیدیة فتخضعھا حسب اھمیتھا للتدقیق والتحلیل من قبل مختصین للخروج باستنتاجات عن سیاسا ٍت حكومیة معینة أو ٍ توجھات اجتماعیة مستجدة ثم تحیلھا للصیاغھ في تقاریر اخباریة یصححھا اللغویون تبثھا حول العالم باسلوب مشوق یلفت أحیانا انتباه الباحثین لدراستھا منھجیاً والخروج باطروحات تصلح كمراجع لطلبة الجامعات، أو ٍ لكتب ٍ ومحاضرات تسھم في تبصیر الرأي العام المحلي او العالمي بحقیقة ما یجري في ھذا البلد او ذاك والتوقعات المستقبلیة لھ.. وللانصاف فان بعض وكالات الانباء العربیة وبینھا وكالتنا الوطنیة تحاول ان تنحو ھذا النحو لكنھا على الأرجح لا تروي غلیلنا، ففي تقریرین محلیین طرحتھما صحفنا قبل ایام اولھما یحتوي على ارقام ومعلومات عن اعداد المصابین بالسرطان في الأردن للعامین الماضیین وكانت مع الاسف مبعثرة متناقضة مبتورة حتى انني وانا المطلع المتابع لم أفھم معظمھا ولا الدلالات التي یتوق لمعرفتھا الرأي العام أو رسائل التوعیة التي ینتظرھا بلھفة جمھور المرضى وذووھم كما انھا لم تجب على الاسئلة الاساسیة:ھل حالات السرطان عندنا في ازدیاد ام انحسار ولماذا؟وھل !تحسن الوضع بعد حملات الكشف المبكر وھي غیر مجانیة كما یقضي قانون الصحة؟وما دور التدخین كمسبب للسرطان وعدد المدخنین في ازدیاد؟ وثاني التقریرین یصدم البعض منا بزیادة نسبة العنوسة في المجتمع الأردني وتدني عدد عقود الزواج مع ارتفاع معدل اعمار المتزوجین لكن بطریقة غیر واضحة وخالیة من تحلیل الاسباب والظروف الكامنة وراءھا كتحسن ثقافة الصحة الإنجابیة وھل یقصد التقریر بذلك ظاھرة تستحق التوقف عندھا سواء كانت اجتماعیة ام اخلاقیة أم اقتصادیة من دون الاستناد لدراسة مقارنة مع دول شبیھة بنا أو اخرى متقدمة علینا، ومن الغریب ان ھذا التقریر الاخباري !یتضمن الزواج عند الفئة العمریة المبكرة التي تبدأ بسن الخامسة عشرة وھو زواج ممنوع بموجب القانون وبعد.. اعرف أن التقاریر الاخباریة الخارجیة لا تخلو من الغرض لكني ھنا أتمنى على اعلامیینا الاستفادة من اسالیبھا المتقدمة، وفي نفس الوقت لا أرید ان اوجھ اللوم لأحد معین، فالمقصرون والمھملون في ھذا الشأن بحاجة لمن یرشدھم ویأكد لھم قیمة المعلومات الاحصائیة للتعامل معھا بجدیة واھتمام حتى لو !توصلوا من خلالھا الى استنتاجات قد لا تسر ولا ترضي!