(عدي التميمي) لم يَسقط بل أسقطَ بجانب حذاءه كل الانظمة العميلة والمتخاذلة ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
خاص - حسن صفيره
فيما تنتفض الضفة الغربية في هذه الاثناء، بين تشييع جثمان الشهيد الفتى محمد نوري في البيرة، وقيام قوات الاحتلال بهدم منزل الشيخ نوح الحروب في خلة طه بمدينة دورا الخليل، وما اتبعته باعتقال الطفل محمد ياسر درويش (12 عاما) من بلدة العيسوية صباح اليوم، وفيما عم اضراب شامل المحافظات والمدن الفلسطينية، امام حالة من "الهياج" لقوات الاحتلال الصهيونية التي كثفت اجراءات المداهمات والاعتقالات على مدار الثماني والاربعين ساعة الماضية، تحول نبأ استشهاد البطل عدي التميمي الى عنوان صارخ لرفض الهجمة الصهيونية بكل اشكالها على ابناء شعبنا الذي فاجأ اليوم المؤسسة الصهيونية بنوعٍ وشكلِ جديد من المقاومة الشعبية التي تفوق في مضمونها جيش الاحتلال الصهيونية بكل ترسانته الحربية.

استشهاد البطل التميمي فيما هو يوجه رصاص مسدسه لجحافل جيش ومئات العناصر المدججة بالسلاح، تكاد تكون معجزة ربانية، حين ينتصر معنى الحق الفسطيني عبر شاب بعمر الورد، أبى ان يستشهد الا مع اخر رصاصات مسدسه، مشهد المقاوم الفلسطيني وحتى اخر ذخيرة، مشهدُ لم تعاصره حروب العالم على مدار التاريخ قاطبة!!

الصمود الفلسطيني يتجلى اليوم بكثير من الضراوة والشراسة في مدن ومحافظات ومخيمات الضفة، ونجح في قلب معادلة الاحتلال بل وبدد محددا اكذوبة الجيش الذي لا يٌفهر، بعد ان تحول ذلك الجيش الى مغامرات ينفذها هواة المقاومة لا ابطالها.

استشهاد البطل عدي التميمي عنوان جديد لتاريخ المقاومة الفلسطينية الشعبية، سبقه استشهاد البطل ابراهيم النابلسي، ليؤسس اسشتهاد اولئك الابطال لمرحلة جديدة من النضال الفلسطيني، وكسر رهان دولة الارهاب الصهيونية ازاء الجيل الفلسطيني الجديد.

جيل وُلد تحت نير الاحتلال، نما وكبر بدماء صورية وجينات حربية، تأكدت حضورها في المقاوم الفلسطيني الذي تحول الى مٌطارُدٍ لا مطارد، يطارد جيش بكامل ترسانته، يقاوم حتى اخر حجر ورصاصة، مشهد اذهل العالم فيما البطل التميمي يُطلق اخر رصاصاته فيما الروح تنزع نحو بارئها في رحلة الشهادة.

انتفاضة الضفة القائمة حاليا على ثرى فلسطين، اطاحت بكل مؤامرات العالم ضد شعب الجبارين، ووصمت بالعار جباه المطبعين والمهرولين للحضن الصهيوني ، مقاومة شعبنا الفلسطيني زلزلت سيناريوهات كانت قادمة بشأن المنطقة العربية لا فلسطين لوحدها، ليجد طغاة العالم الجديد انهم امام شعب من حديد، امتهن الكفاح والنضال طواعية، شعب يزداد ايمانه بحقه مع كل خيبة يتلقاها من شقيقه العربي، مع كل تطبيع جديد من جار عربي، ويظل الفلسطيني المرابط عنوان شرف أمّه ورهان أوطان، وليسقط المتخاذلين، ولتعش أمّة الجبارين.  

ما تعيشه الضفة اليوم، من انتفاضة جارفة ستحرق اخضر ال صهيون ويابسه، ومن انتفاضة مكللة بمواكب الشهداء، وبغبار البيوت التي تهدمها جرافات الاحتلال، والاعتقالات المستمرة ، هي حالة حرب لأجل العروبة ، حرب تدق ناقوسها ليستيقط من هرولوا الى التطبيع، حرب تكسر موازين قوى وتدوس بحذاء اصغر مقاوم على اجندات وبروبوغندات اعلامية عربية وعالمية حاولت سلب بوصلة الاعلام عن ابطال فلسطين، لصالح يهود اوكرانيا..

عدي لم يسقط بل اسقط امام حذاءه الانظمة العميلة والمتخاذلة فالمجد للمقاومة والرحمة والخلود للشهداء اما انت يا عدي فأرقد بسلام مع كوكبة الصديقين والشهداء فأمهات فلسطين اقسمنا بدمك وروحك بأن ارحماهم لن تعتمر الا بمليون (عدي) من بعدك .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences