الوزير مازن الفرايه والجولة الخامسة ...

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
خاص- حسن صفيره
لم يكن تجاوز التعديل الوزاري في جولته الخامسة للوزير مازن الفراية، سوى مؤشرا الى اننا امام وزير امتلك مكامن قوة موقعه بما يتفق وحجم ووزن طبيعة عملها كوزارة سيادية أولى، وزارة تدير الشأن الأردني على الجغرافيا الاردنية بكل تضاريسها وحدودها، حيث ليس بالوسع اداراتها من قيادي سياسي عادي.

الفراية الوزير الذي اذهل المجتمع السياسي والشعبي كان خيارا ملكيا صرفا، عهد له د.عمر الرزاز ابان حكومته بتسلم سدة الداخلية (اذار 2020) في احلك الظروف التي عايشتها المملكة، انذاك كان الفراية أسد المرحلة، حين كانت جموع الاردنيين داخل المملكة وخارجها يترقبون ظهوره على شاشة التلفزيون الوطني في التقرير اليومي للجائحة، حين كان الاردنيون يقرأون ما بين سطور الفراية أن الوطن بخير  .

اتسم جنرال الداخلية الاردنية الفراية بقوة الحضور وعمق القرار، مرجعيته رأس الدولة الرديفة للوطن، فتجلى كل ما هو وطني بشخصه واداءه وقراره، فكانت النتائج أردن أقوى واكثر تماسكاً على الصعيدين الداخلي والخارجي ورسم صورته الاقليمية كواحد من اكثر الانظمة نجاحا وتميزا.

حمل الفراية منذ تسلمه حقيبة الداخلية ملفات عدة غاية في التعقيد، ملفات شائكة بدأها ولا يزال بوضع خط واستراتيجيات رفيعة المنهجية لمحاصرة ومجابهة افة المخدرات، ما دفع بدول كبرى لإيفاد كبار مسؤوليها للقاء الجنرال الفراية للاطلاع على تجربة الاردن في التعامل مع اخطر واعقد الملفات الامنية المتعلقة بآفة المخدرات، وقد كان لزيارة الوفد الرسمي للولايات المتحدة في ايلول الماضي، والذي ترأسه  مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون المخدرات وإنفاذ القانون، تود روبنسون صدى واسعا لدى الاعلام العربي والغربي، في اشارة لحجم واهمية الدور الاردني في مجابهة آفة عالمية.

وهو الامر الذي يُسجل في قائمة الانجاز غير المشكوك به لادارة الملف في معقل الداخلية، بيد أن الجهود التـي يبذلها الاردن عبر قلعة الداخلية ومؤسسات الدولة للحيلولة دون دخول المخدرات إلى المملكة، ومنها إلى دول الجوار، تضاعفت نتيجة ضعف السيطرة الأمنية لبعض الدول المجاورة والـتـي تعد مصدرا رئيسا لدخول المخدرات إلى الأردن.

البقاء على  رجل بحجم الفراية في حكومة تتنازعها رياح الشد والجذب بين الحين والاخر لجهة منسوب شعبيتها، يعزز صورتها وموقفها تجاه الشارع، وقد برع الفراية في التقاط الملفات الحرجة والعمل عليها بطريقة غير مسبوقة افضت في نتائجها لـ (لحلحتها) كما في قضية الجلوة العشائرية التي توجت في عهد الفراية الى نموذج عربي يحتذى.

في حادثة بناية اللويبدة، وفيما انتشرت صورة كبار مسؤولي الدولة يتابعون الحدث عن بعد، والبعض الاخر من وراء حجاب،  كان الفراية هناك، بين بواسل الدفاع المدني وافراد المؤسسة الامنية، وقد ساقته جنديته الى موقع انهيار البناية قبل ان تقوده وظيفته.

الفراية، الذي يعج برنامجه بما يتطلب اكثر من اربعة وعشرين ساعة لليوم الواحد، ينشغل بما لا ينشغل به غيره من الوزراء لجهة القوانين المدرجة على خاصرة العبدلي، ولجهة ضخامة الاعباء على حدودنا الشمالية والشرقية، ولجهة تنظيم المناخ الداخلي، لنجد انفسنا بالمحصلة امام حكومة متكاملة لا مجرد وزير.

الفراية هو رجل المرحلة الذي حاز على تقدير وتثمين رأس هرم الدولة، بعد أن لفت اليه الانظار بما قدمه خلال موقعه في المركز الوطني لإدارة الازمات حين تفوق هاجس الوطن على رعب الجائحة ونجا الوطن بفضل قيادات آمنت بالأردن ومليكه وشعبه.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences