الحكومة تقرر فك الإضراب بالقطعة
الشريط الإخباري :
عمر عياصرة
واضح ان الحكومة لا تريد محاورة المعلمين، والمسألة المالية اصبحت خلف ظهرها، وانها قررت الابقاء على الازمة ونقلها الى ساحات المدارس في مشهد امني يشبه الدراما السوداء.
كما ان الحكومة لم تعد مهتمة بقصة «اخضاع المعلم خسارة للجميع»، فهذا ليس بوارد تفكيرها، فهمها الاكبر كسر ارادة المعلم واخضاع الجميع لمشيئتها.
الخطة اذن كسر الاضراب بالقطعة، بالتالي محاولة استخدام «القانون، القضاء، التخويف، والدعاية» لتحقيق تلك الغايات، كما انها تستخدم لغة استجداء اولياء امور الطلبة كي يرسلوا ابناءهم للمدارس.
كل ذلك وصفة مقيتة تسيء للمعلم والطالب وللجانب الاخلاقي في حياتنا، ومرة اخرى تبدو الحكومة غير عابئة بتلك الخسائر.
من اخطر ما يمكن سماعه ان يقال من بعض الرؤوس الحامية في الدولة ان تراجع الحكومة هو انكسار للدولة امام نقابة المعلمين، وكسر ارادة للحكومة.
منطق مغلوط بكل جوانبه، فالحوار قوة، والاستجابة للجموع بالقدر المعقول يعتبر جزءا من واجبات من يحكم، اما اسقاط خيار الحوار سياسيا فتلك خطوة قد لا تحمد عقباها في قادم الايام.
المؤشرات تقول ان «فك الاضراب بالقطعة» قد يفشل فشلا قريبا ذريعا، ومع ذلك هناك فريق في الحكومة لا يعنيه الفشل، على اعتبار ان الخسارة حاصلة حاصلة.
تلك العقلية المختلطة في الحكومة تقلقني، فكأنها لا ترى الا بعين واحدة مريضة، فالوضع اخطر مما نعتقد، ومزاج الناس قابل للتحول نحو مزاج حراكي بامتياز.
العقلاء في الدولة مطالبون بتظهير مواقفهم، فالقضية ببساطة تحتاج الى حوار جدي، يعترف للمعلمين بعلاوتهم، ويصوغ معهم اتفاقا مناسبا للجميع.
الرؤوس الحامية يجب ان تتريث وتتنحى، فطوق الازمات التي تحيط بنا ابلغ رسالة من المعاندة والمكابرة، فلتتحاور الاطراف، وليفز الجميع، فتلك هي الاردن التي عرفناها دائما.