هل سيتم عزل الرئيس ترامب؟

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
د. محمد حسين المومني
يواجه الرئيس الأميركي ترامب معركة سياسية وقانونية كبيرة، جراء معلومات تسربت من البيت الأبيض عن سلوك غير قانوني له، بطلبه من رئيس دولة أجنبية – أوكرانيا – المساعدة بمعلومات عن أعمال مالية وتجارية لمنافسه الانتخابي الديمقراطي جو بايدن، الذي يمتلك وعائلته نشاطات اقتصادية واستثمارية في ذلك البلد. ترامب يبدو غاضبا جدا، كما يظهر من تغريداته، على العضو أو الموظف في إدارته الذي اعتبر ما فعله الرئيس منافيا للقانون وقام بالتبليغ عنه، فالرئيس الأميركي لا يقبل أو يقر أنه قام بارتكاب خطأ أو أنه أقحم رئيس دولة أخرى بانتخابات بلاده. فرص نجاح العزل قانونيا وتشريعيا تكاد تكون معدومة، لأنها تحتاج لتصويت ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه حزب الرئيس الأميركي من الجمهوريين. أقرب حالة للعزل بالتاريخ الحديث كانت للرئيس نكسون الذي استقال قبل تطور إجراءات العزل، وكلنتون الذي لم تنجح إجراءات عزله. الجمهوريون لا يمتلكون خيارا إلا دعم الرئيس ترامب مرشحهم الانتخابي القادم، رغم أن ذلك سيجعلهم يخسرون أصوات المستقلين المهمة لمعركة رئاسية انتخابية يتوقع أن تكون حامية. القصة ليست تشريعية أو قانونية بقدر ما أنها سياسية، يستخدمها الحزب الديمقراطي ومناهضو الرئيس ترامب للنيل منه سياسيا. رئيس الولايات المتحدة يبدو مهتما بالانتخابات وفوزه بها أكثر من مصالح بلاده، ومستعد لاستخدام موقعه كرئيس للاقتناص من منافسه الديمقراطي الرئيسي بايدن. هذا ما يظهر أنه فحوى موقف الديمقراطيين في استثمارهم لهذا الحدث، ويتحدثون في معرض ذلك الموقف عن ضرورة انقاذ الديمقراطية الأميركية التي ترفض مثل هذه السلوكيات للرئيس، فهو يستخدم في معركته الانتخابية أساليب غير مقبولة لمنظومة القيم السياسية للناخب الأميركي. لا شك أن هذا الحدث وغيره من تعامل إدارة ترامب مع عدد من الملفات الخارجية سوف تؤثر على مستوى ثقة الناخبين به، وحتما ستفقده أصواتا هو بأمس الحاجة إليها. سياسة خارجية واستراتيجية مدفوعة بغرور شخصي وتعال غير مبرر، تحولت في كثير من الاحيان والعديد من الملفات لسياسة مضطربة وغير مفهومة، أو مهتمة برصيد ومصداقية الولايات المتحدة حول العالم، ولنا نحن في الشرق الاوسط أمثلة على ذلك بإدارة ترامب لملف إيران وملف النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. استطلاعات الرأي العام، حتى من قبل جهات محافظة داعمة للرئيس ترامب، تشير بأفضلية بائنة إحصائيا للمرشح الديمقراطي بايدن في انتخابات 2020. صحيح أن ذلك قد يتغير على مدى العام القادم بحسب الأحداث والسياسات و”التغريدات”، لكنها تبقى بداية موفقة للديمقراطيين في سباق الرئاسة، تشير لاحتمالية رحيل إدارة ترامب وسياساتها الدولية المضطربة والمنحازة. الثابت لدى جمهور المراقبين المحايدين، أن إدارة ترامب كانت تنحو للسياسات الشعبوية والمصلحة الذاتية أكثر من تلك التي تمثل مخرجات المؤسساتية الأميركية، أو حتى الحزب الجمهوري ذاته، والمكالمة الأخيرة مع الرئيس الاوكراني تؤكد ذلك، وهذا سيدفع بالنخبة الأميركية المؤثرة لكي تنقلب عليه. الغد

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences