لماذا طُرد العالول من جنازة شهداء جنين .. ومن يحق له اصدار صكوك الغفران في القضية الفلسطينية ..؟؟
الشريط الإخباري :
خاص- المحرر
في حادثة طرد و اعتراض المشييعين وفدًا من مركزية فتح شارك خلال تشييع شهداء جنين، يتفق المراقب لتفاصيل ما جرى ان هناك من يريد ان يعيث الخراب بالمسيرة النضالية لشعبنا الفلسطيني في صموده ومقاومته على ارضه، بيد محاولة البعض استثمار ما حدث لزرع الفتنة في صفوف ابناء شعبنا الفلسطيني الذي لا يزال يشكل ايقونة نضال ومقاومة عجزت عن تصديرها كل حركات التحرر على مدار التاريخ.
طرد قياديي فتح من مراسم تأبين شهداء جنين كان عملا فرديا صرفا، بيد ما خلصت اليه تحقيقات فريقٍ شكلته الحركة للتحقيق في حادثة جنازة تشييع شهداء جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة الأربعاء، والتي قال بشأنها مصدر فتحاوي كبير لوكالة "صفا": إنه "حسب التحقيقات ليس لاي حركة علاقة بحادثة طرد قيادة حركة فتح من جنازة تشييع شهداء اجتياح جنين"، وأن "من قام بمهاجمة نائب قائد حركة فتح محمود العالول وطرد وفد فتح شاب يعمل مهندسا كهربائيا ولا علاقة لفتح بالقصة كما "يتداوله البعض".
ما يهمنا في هذا الصدد ان يلتفت من يحاول حرق البوصلة عن مسيرة نضال ابناء شعبنا الفلسطيني ومن يحاول تقليص وتحجيم مقاومة اهلنا في مخيم جنين وشبابها المقاوم الباسل، بأن قامة ثورية بحجم العالول يجب ان لا يُنسى تاريخها وحاضرها، والحديث هنا عن رمز ثوري انتمى إلى حركة فتح ابان تشكيلها في وقت لم يعرف حينها العمل المسلح الا القامات التي امنت بالثرى الفلسطيني منذ بداية الاستلاب والاحتلال.
على من حاول تحجيم نضالات شعبنا في جنين ومن حاولا اصطياد التاريخ الشخصي والثوري للقيادي العالول ان يرجع بالتاريخ والحاضر معا، فالعالول الذي اعتقل عام 1968 بسبب نشاطاته ضد الاحتلال الصهيوني، وأبعد بعدها بعامين إلى الأردن ومنها الى لبنان، كان وراء تحرير اكثر من ستمائة معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال عام 1983، فبعد قيام «الوحدة الخاصة» التي كان يقودها العالول بأسر ثمانية جنود صهاينة امتلكت حركة فتح ورقة رابحة لتتمكن من تحرير ستمئة معتقل فلسطيني من سجون الاحتلال مقابل إطلاق سراحهم. اضف الى ذلك ما قدمه العالول كرمز ثوري نشط وفاعل خلال مسيرته النضالية وقد سبق له رئاسة مكتب حركات التحرر في العالم، وهو مكتب كان دوره تعزيز علاقات الثورة الفلسطينية بالحركات التحريرية العالمية. كما عمل العالول إلى جانب خليل الوزير (أبو جهاد) الذي اغتاله الموساد الصهيوني عام 1988، كما شغل منصب أمانة سر لجنة الأرض المحتلة التي كانت مكلفة بدعم الانتفاضة الأولى. كما تولى منصبا داخل المجلس العسكري الأعلى لمنظمة التحرير الفلسطينية ما بين 1975 و1982. وشارك في تأطير وخوض معارك بلبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي وخاصة إبان حرب الاجتياح عام 1982.
وهو ايضا والداً لشهيد حيث استشهد ابنه البكر «جهاد» عام 2000 خلال مواجهات مع الاحتلال بعيد اندلاع انتفاضة الأقصى، ولا عجب باستشهاده فذلك الشبل من ذاك الاسد، وليس بعد الشهادة برهان من نزاهة العمل المقاوم بعيدا عن اي مأرب او مكتسبات شخصية، فالقضية حاضرة وصمود شعبنا حاضر ، والاهم ما حصده العالول من عداء وتهديدات اثر مواقفه الصارخة المعلنة، كما حدث بعد اعلان ترامب ان القدس عاصمة دولة الكيان ليصرح العالول بأن اتفاق اوسلو انتهى، فتم تهديده من قبل سياسيين في الكيان الصهيوني بأنه سيندم على تصريحاته.
العالول وتصريحاته ازاء أن المقاومة بكل الوسائل حق مشروع للشعب الفلسطيني واحد اهم الدعاة إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني، قامة يجب ان تحترم ويٌفسح لها في المشهد السياسي والقيادي والنضالي بكل جدارة واستحقاق كما اننا امام سؤال كبير بعد هذه الحادثة او سواها فيمن هو او هم الذين يحق لهم اطلاق التهم والتخوين واصدار صكوك الغفران حتى وصل الامر بالبعض منهم لتوزيع البشر على الجنة والنار فما يحصل ليس من ابجديات النضال الفلسطيني وهذه التصرفات مرفوضة جملة وتفصيلا ولا بد للجميع الوقوف عند حدودهم وعدم التعدي على الغير تحت ذرائع النضال والفداء والقضية الفلسطينية .