آخر الأخبار
عاجل

فتح الحدود والمزاودة على الدولة الاردنية وحديث بعيداً عن العواطف يجب أن يُقال ...

فتح الحدود والمزاودة على الدولة الاردنية وحديث بعيداً عن العواطف يجب أن يُقال ...
الشريط الإخباري :  
خاص- المحرر
مع اشتداد فتيل حرب الماكنة الصهيونية على أهلنا في قطاع غزة، وأمام صلافة الإرهاب الصهيوني وارتكابه جرائم حرب على رؤوس الأشهاد عالميا وعربيا، وفي فعل استباقي يؤشر لحجم عمق الدور الأردني في قضايا الإقليم عامة وقضية فلسطين بوجه خاص لا سيما  ما تشهده غزة راهنا، جاءت انطلاقة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بالجولة الأوروبية الأخيرة، ليضع العالم الغربي أمام مسؤولياته، ولحشد موقف دولي لوقف الحرب على غزة ودحر ألة الحرب الإرهابية بحق اهلنا في غزة.

تحرك الملك حمل مضامين يتفق بشأنها المراقب السياسي انها خطوة شجاعة نبيلة أصيلة، ففي الوقت الذي نأى فيه زعماء ورؤساء كثر عن ابداء الرأي بما يجري بحق اهلنا في غزة جراء الارهاب الصهيوني الذي يُمارس بحق الابرياء والمدنيين العزل، امام الترسانة العسكرية الصهيونية، خرج الملك الى عقر مراكز القرار العالمي، ناقلا امانة الانسان الفلسطيني بحقه في الوجود، مثلما نقل مسبقا وعبر المحافل الدولية حق الفلسطيني بتقرير مصيره وسيادته على ارضه.

 جولة الملك الأوروبية لم يكن هدفها فقط تسليط الضوء على الغزيين او الفلسطينيين كشعب تحت احتلال غاشم وعدوان حربي متواصل، وحشد موقف دولي يدفع باتجاه وقف الحرب على غزة، وإيصال المساعدات إلى القطاع ، وانما ايضا الاشارة الى ان مصير المنطقة في خطر محدق، ما لم يتم وقف يد دولة الكيان عن البطش بكل المعايير الانسانية والاخلاقية، الامر الذي يهدد امن المنطقة ككل.

تحرك الملك ، تحرك المتمكن ، تحرك الواثق، بيد ان الدولة الأردنية انفردت لأكثر من سبعين عاما بتبني القضية وشعبها ونصرتها، دور حاول البعض في دول يفترض انها شقيقة وأخرى صديقه سلبه وانتزاعه ، لا وبل انتزاع الصفة الشرعية عن أخوّة النهر شرقيه وغربيه، وكأنما تلك الضفتان اللتان التحمتا جغرافيا وتاريخ وانسان في نهج الهواشم لا تعني شيئا في ضمير من استماتوا لاستلاب الاردن لدوره الأبوي والأخوي لفلسطين وشعبها,

ما يهمنا في هذا المقام ضرورة التأكيد والإشارة الى ان الاردن والاردنيين أصحاب ميزة ونخوة، فالطوفان الشعبي الأردني الذي خرج الجمعة الماضية  لدعم طوفان الأقصى والشعب الفلسطيني، شعبٌ يسير على هدى مليكه ، ففي حين كان الملك يتنقل بين مراكز القرار العالمي وهو بالمناسبة لم يكن يمارس دبلوماسيته الرفيعة كتحرك ملكي وانما كان يفرض الحضور والدور الاردني، فلا مساعي دولية بمنأى عن الاردن، ولا تحييد ودحر لالة الدمار الصهيونية الا بتحرك وضغط الأردن، وهو ما ستكشفه الساعات المقبلة على مدار اليومين القادمين او الثلاثة القادمة على ابعد تقدير.

جولة الملك للحوار الأوروبي خطوة في مسار الأقوى لا الطرف الضعيف، فليس ادرى من القيادة الأردنية بكواليس ودهاليز العلاقات العالمية مع دولة الكيان، وليس ادرى من الاردن بما تُسلّم به المؤسسة "الاسرائيلية" ازاء الدور الأردني في المنطقة والعالم، وما يعنيه اصطفاف الأردن مع الحق الفلسطيني وما يعنيه امن واستقرار المنطقة في المعادلة الصهيونية بفعل الجهود الأردنية.

جولة الملك لم تكن تحركا طارئا او دخيلا على النهج الهاشمي، فالجهود الأردنية التي قادها الملك لأكثر من ثلاثة عقود  سبقتها اربعة في عهد الحسين الراحل طيب الله ثراه، افشلت مخططات صهيونية كبرى اهمها الحفاظ على الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والدينية في الاراضي المحتلة، وهي ذاتها الجهود التي ستُفشل مخطط الترانسفير الذي شن لأجله الكيان الصهيوني الحرب الراهنة على غزة،  فصحراء سيناء التي يرنو الصهاينة اليها كحلم للتخلص من غزة والغزيين ، هي عرين عصي على مخططات الصهيونية، وستظل في الحضن المصري كأجمل مدللة تستقبل الفلسطيني والعربي كضيف، وانما كلاجئ فألف لا، مثلما ترفض غزة سوى الغزيين فراسانا لخيولها البيضاء على شواطىء بحرها ذات دماء وشهداء ..

 ختاماً كلنا مع فلسطين واهلها الذين هم اهلنا وناسنا ومصيرهم ومصيرنا واحد والمسيرات والاعتصامات في كافة محافظات المملكة شاهد على الحالة التلاحمية بين الشعبين (الاردني والفلسطيني) ، لكن الدعوات لفتح الحدود امام حشود الشباب الاردني لمواجهة عدو لا يعرف الانسانية بدون ادنى اعداد او تسلح فأنه ضرب من ضروب الجنون والذهاب الى التهلكة والمصير المحتوم في الهلاك والموت دون ادنى شك ولعل الحديث والمزاودة على جلالة الملك والحكومة والاجهزة بالقصور في هذا الجانب فأنه التجني بعينه والفزلكة السياسية القاصرة ذاتها والتي تهدف لمكاسب شعبوية زائفة وحتى شريعتنا الاسلامية نادت بالاعداد والتسلح قبل مواجهة الاعداء بحيث لا نرمي انفسنا بالتهلكة ويقتل ابنائنا بالمجان وعلى الدولة من رأس الهرم مرورا بالسلطات التنفيذية والامنية العمل على حماية شعبنا بعيداً عن العواطف والميولات النفسية.