الأردن والكويت ... علاقة عصية ثابتٌ أصلها راسخٌ نبتها
الشريط الإخباري :
خالد محمود خالد - لا شك أن العلاقات التاريخية الراسخة بين الأردن الكويت خطت بالمحبة والاحترام المتبادل وبنيت على قواعد ثابتة ومتينة حرصت قيادة البلدين باستمرار على تعزيزها وتمكينها وجعلها عصية على أي اختراق أو محاولة مساس.
للكويت والكويتيين احترام كبير في الأردن، ليس على الصعيد الرسمي فقط بل على الصعيد الشعبي بفضل المواقف العربية القومية المشرفة للكويت التي تتمسك بثوابت الأمة وتعمل على تحقيق مصالحها.
الخطوط المتقاطعة للعلاقة الأردنية الكويتية تكتب بماء الذهب ولا يمكن أن تكون في مهب عبث فئة مندسة أصدرت هتافا مسيئا من على مقاعد جماهير مباراة لكرة القدم، فلا الفئة تمثل الأردنيين ولا هتافها يمثل موقفهم من الكويت العزيزة الباسقة التي تطل ظلالها على عمان رغم المسافة الجغرافية الفاصلة بين الشقيقتين.
البعض يرى أن رد الأردن قيادة وحكومة وشعبًا على تلك الفئة كان مبالغا فيه، فعلى كل المستويات استنكر الأردنيون وبأشد العبارات التصرف الأرعن وغير المسؤول الذي صدر عن بعض الأشخاص خلال المباراة التي جمعت منتخبي الأردن والكويت، لكن حجم هذا الرد يعكس عمق الروابط الأردنية الكويتية التي أصلها ثابت وفرعها في السماء ويعكس حرص الأردن على ديمومة هذه العلاقة وتنميتها.
لن أدافع عن الاردن وشعبه في مقدار حبه للكويت وقيادته وأهله فهذه شهادة مجروحة؛ لان الجميع يعترف بجميل دولة الكويت وما تقدمه من دعم موصول لامتها العربية والإسلامية بشكل عام وما تربطنا من علاقات أخوية بشكل خاص، فهي ليست علاقة طارئة وإنما ضاربة جذورها في عمق الأرض.
بالتأكيد ان التصرف المعيب والذي صدر من قلة لا يمثلون سوى أنفسهم لن يؤثر بالروابط الأخوية الصادقة لاتساع حكمة القيادة الكويتية التي يعتبر نهج الرشد ارثها الدائم والذي وضعها في طليعة أبناء الأمة العاملين دوما على رأب الصدع وجمع الصف ووحدة الكلمة، الدافعين عن العرب الفرقة والتشرذم، المادين باستمرار يد العون لكل الأشقاء دون مواربة أو تميز.
التصرف الأهوج مرفوض بكل العبارات ولابد للحكومة وأجهزتها الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه زعزعة علاقات بلدنا العزيز والإساءة لأشقائه وحلفائه، خاصة أن هذه الفئة الضالة اعتادت بث روح الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، ولطالما سمعنا هتافات في مدرجات الملاعب كانت تسيء للأردن وأهله قبل أن تسيء لدولة شقيقة وعزيزة.
ردة الفعل الأردنية جاءت بهذا الحجم والقوة لتؤكد حبها وتمسكها بالكويت قيادة وحكومة وشعبا، فالكويت منارة التسامح والإيثار ومكانها في القلب والوجدان وعلاقتنا بها راسخة ومتجذرة وعصية على كل محاولات الإساءة وبث الفتنة، وستبقى الكويت بأميرها المحبوب سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح وحكومتها ونوابها وشيوخها وشعبها الوفي، في وجدان الأردن والأردنيين.
حمى الله الأردن والكويت وأدام ما بينهما من أخوة صادقة ومحبة جامعة وأنعم على البلدين بالأمن والاستقرار والازدهار.